لم يكن تاريخ ١٧ تشرين محطة عابرة ، وإن شُوِّه بعض الشيء نتاج كشف نوايا بعض من يسمون أنفسهم مجتمع مدني ، أو أحزاباً استحكمت بالبلاد فساداً، ثم استدارت لتكون في صفوف الثورة والثوار.
يبقى أنّ إنتفاضة القسم الأكبر من الشعب العفوية هي من يُعوّل عليها رغم كل الخيبات ، لأنها حتماً ستعود يوماً لتعلن القصاص من كُلِّ مجرمٍ وفاسدٍ ومتآمر على الوطن ، ولتعيد الإعتبار لأسماء وطنية في الداخل والخارج ، كفيلة بلعب الدور الإيجابي لإعادة بناء الوطن ، الذي بات اليوم مساحة فارغة ، يتحكم بها لصوص السياسة ، ويفرغون ما تبقى بجعبهم من حقدٍ على الشعب.
في ذكرى ١٧ تشرين ، تحية للمناضلين بحقّ ، لأولئك الشجعان الذين جابهوا ظلم الدولة وأجهزتها الأمنية المتآمرة مع لصوص السياسة ضد الناس ، تحية للطفل والعجوز ، لسواعد الشباب وحناجرهم المطالبة بالتغيير ، لحلقات الحوار التي أنشئت ، لمساحات التلاقي بين اللبنانيين، لهذا المزيج الوطني الجامع.
إنّ ثورةً مثل هذه لن تموت.