رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
تحتفل المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني، هذا الأخير الذي يُعد أحد أهم المناسبات لعموم دول العالم، للتأكيد على تماسكها ووحدتها جغرافياً، وشعباً ومؤسسات، كما وإظهار ما لديها من ثقافة وحضارة، من عمر ما تحتفل به من عيد.
ولأن العلاقة التي تجمع لبنان بالسعودية كانت على مدى السنوات المنصرمة ولا زالت، تتّسم بالحد الادنى من الديمومة، نظراً لامتداد عربي وخاصة سياسي يجعل من هذه العلاقة مستمرة، وتأخذ أبعاداً أكثر متانة مما هي عليه بين لبنان وأي دولة لا تؤثر سياسياً أو أقله لم تكن تؤثر سياسياً في المراحل السابقة على الساحة الداخلية.
ننطلق اليوم من هذه المناسبة للقول بكل أمانة وضمير مهني، أن كلا البلدين، لبنان والسعودية أخطئا وعلى امتداد سنواتٍ خلت في حق بعضهما، وبالتالي جَعَل البعض لهذه العلاقة ثمناً للإستمرار بها أو الدفاع عنها، سواء أكان هذا البعض لبنانياً أم في مراكز القرار في المملكة.
طبعاً، هناك اختلاف في طريقة شؤون الدولة وتسييرها بين البلدين، وتناقضات تتمحور تحت مسمى “عقائدية” وخلافها قد تثار بين فينةٍ وأخرى، لكنها لا تشكل ولا يجوز ان تشكل للطرفين فرصة لإنقضاض أحدهم على الآخر، او استخدامها لمجرد إفراغ الآخر فكرياً وثقافياً، وحصر ما لديه بما كسبه من موروثات هي حقاً تحتاج لتأطير وتعديل، بما يتوافق ومتطلبات العصر الحالي.
لكن، علينا الإعتراف وسط هذه الغيوم المُلبدة، أن هناك مساعٍ تجري، وهي تدل على تغيير إيجابي في السلوك. مبادرات يجب التوقف عندها، لا بل واستثمارها في مكانها الصحيح، وهي فعلياً أمور يعول عليها الجيل الحالي من الشعبين، لعدم وضعه في معلبات لا يريدها ولم تعد تحرك عواطفه، وننتظر منها المزيد.
فهل يراجع كِلا البلدين سلوكهما السابق، لأخذ العِبر؟!