رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
محمد خشفة
هو حال أغلب الدول العربية والتي اصابتها الفوضى المنظمة، حيث بات الدخلاء هم من يتحكمون بنا، اولئك الذين لم يأتوا إلينا من الخارج، بل من خلف شوارعنا واحياؤنا وطرقاتنا، لكنهم قرروا أن ياخذوا الوطن رهينة لاجندات مشغليهم في الخارج.
حيث جعلوا ساحات الوطن عرضة لبهلوناتهم، واستغلوا المقدرات والقدرات، حتى نجحوا في اخذنا نحن ايضا رهينة عقولهم المنحطة ونفوسهم التي تأبى إلاّ أن تعيش الذلّ مع حفنة المال.
في اوطاننا العربية، استغلّوا الدين لتمرير صفقاتهم، فكان الخطاب الديني والطائفي هو المحرك للناس ومشاعرهم، وهو المنظِّم لتحركاتهم والمُحدد لخياراتهم، فكان الفاسد يخبِّئ سرقاته تحت جناح سجادة صلاة، ذلك أن المسّ بها يصبح من المحرمات وتعرُّض للدين برمته.
في اوطاننا العربية ساهمت الازمات في اعطاء حيِّز ومساحة لمن لا يفقهون إلا لغة البعير كي لا نقول الحمير، لأن الاخير فيه من الفهم ما يتفوق على الآلاف ممن نصبوا انفسهم دعاة دين ومفتيين وامراء ووجهاء وزعماء وتطول التسميات.
في اوطاننا العربية، بات المواطنون يعيشون حياة مُرَّة ومرغمة مع الدين، الذي صوِّر لهم على أنه مجرد وسيلة للقتل والاجرام والعنف، حتى نفرت الناس منه وابتعدت عنه، فيما غاب دعاة الحوار والاعتدال او غُيِّبوا مجبرين مرغمين عن الساحات والمنابر، وهُدِّدوا بالقتل، لكن وجب عليهم أن يصمدوا، لا ان يتخذوا قرراهم بالرحيل والعيش خارج ساحات نضالاتهم الحقيقية.
اليوم اوطاننا تستباح، لا بل هي تعيش ابشع انواع الاحتلالات الخارجية بأيادٍ داخلية والكل شريك في هذا الواقع الأسود، لاننا ما كنا يوما مؤمنين بوطن وجغرافيا ولا حتى بالإنسان كقيمة ووجود.
فيا حسرة على اوطان عربية، محتلة من انظمة مستبدة وشعوب تلهث وراء ما لا ينفع ولا يخدم بناء وطن.