“ليبانون ديبايت” – كريستل خليل:
مرّة جديدة، يضجّ الرأي العام بقضيّة انتزاع الحضانة من أمّ لبنانيّة. وهذه المرّة وصلت أصداء القضية الى الصرح البطريركي في بكركي حيث نفّذت الام دوللي الخباز، اعتصامًا امامه احتجاجًا على الحكم الصادر عن المحكمة الروحية والذي قضى بمنعها من حضانة اولادها.
قرار ايلاء والد القاصرين جوزف وكريستي حق حراسة الولدين وثبوت بطلان الزواج جاء بناء على قرار المحكمة بسبب عدم قدرة المدعية على تحمل واجبات الزواج الأساسية لأسباب ذات طبيعة نفسية. الأمر الذي اعترضت عليه الأمّ واعتبرته مجحفًا بحقّها. لافتةً الى أنّ تقرير الطبيبة النفسيّة الذي استُنِد اليه الحكم مزوّر، على اعتبار أنّها لم ترَ هذه الطبيبة قطّ.
وفي التفاصيل, روت الأمّ دوللي الخباز لـ”ليبانون ديبايت”، ان القرار الصادر عن المحكمة الروحيّة فاجأها خصوصًا أنّ دعوى الطلاق عمرها ثلاث سنوات، وقبل عامين صدر تقرير الطبيب النفسي لصالحها اذ خلص الى “غياب النضج النفسي والعاطفي لدى الزوج وميله الى التسرّع وسوء الحكم على الأمور لذلك لا يمكن الوثوق به والاعتماد عليه لإيجاد الحلول للمشاكل اذ يتصرف بطريقة طفوليّة تعكس عدم قدرته على العمل من أجل حلّ مشاكله”.
وبعد بقاء الملف قيد الدرس، تبلغت الأم بقرار خسارتها للحضانة بسبب سوء حالتها النفسية. واشارت الخباز، الى انها بالأساس لم تكن ترغب في الطلاق حرصا منها على تربية اولادها بشكل سليم. وبعد اصرار الزوج على رفع دعوى بطلان زواج تم اخضاع الزوجين الى خبرة نفسية Le test projectif de psychodiagnostic de Rorschach”” بناء على طلب المحكمة. الا انه بعد فترة طُلب اجراء معاينة جديدة من قبل طبيبة أخرى.
ولفتت خباز، الى ان احدى السيدات التي سبق ومرت بالظرف نفسه حذّرتها لعدم مقابلة الطبيبة النفسية التي طلبت المحكمة منها معاينتها لأنها صاحبة سوابق في تزوير التقارير لصالح طرف معين.
وبناء على ذلك أبلغت الخباز محاميها بأنها لا ترغب في معاينتها من قبل تلك الطبيبة وانها تفضل الاعتماد على التقرير الأول الصادر او معاينتها من قبل طبيب نفسي آخر. عندها طمأنها المحامي بأنه سيتمّ الاعتماد على التقرير الاول لكنها فوجئت بصدور قرار المحكمة الابتدائي الذي يعتمد على قرار طبيبة لم تتعرّف عليها ولم تقابلها.
عدد من السيدات تجمّعن برفقة الخباز امام الصرح البطريركي، لمناشدة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التدخل المباشر لمنع الظلم عنها وعن اولادها وعن كل امرأة تعاني من الظلم جرّاء الاحكام الجائرة الصادرة عن المحاكم الروحية.
من اعتصامها أمام الصرح البطريركي، قرّرت الخباز استئناف الحكم الصادر بحقها رافضة تناول الطعام الاّ بوجود ولديها بقربها. التقت الخباز عدداً من المطارنة والكهنة, كما التقت بالمشرف على المحاكم المارونيّة النائب البطريركي المطران حنا علوان الذي نصحها باللجوء الى استئناف الحكم الابتدائي.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وقفوا بصف الأم، معتبرين ان استاذة جامعية مثل الخباز لا يمكن اعتبارها غير مؤهلة لتربية أطفالها.
فيما رأى البعض، أنّ الابن البكر للزوجة يبلغ من العمر 15 عامًا، وبالتالي يمكن الاعتماد على شهادته فيما يتعلّق بحالة الام وطريقة تعاملها مع اطفالها. الّا أنّ الأمّ لم تردّد سوى “على أمل ان ينصفني الحكم الاستئنافي, لا يمكنني ان اعيش يوما بلا أطفالي”.