نشَرَتْ صفحة “استفتاءات شرعية مع الشيخ العاملي” فتوى للعلامة الشيخ محمد علي الحاج العاملي بعدم جواز الاستمرار بالرضوخ للطبقة الحاكمة، وممّا جاءَ فيها:
نمر بظروف دقيقة جداً، بعض الأصدقاء يصرّ عليّ للنزول إلى الشارع للتظاهر، وآخرون يطلبون منا الصبر، وأن نتريث، وبأنّه لا مصلحة بتوتير الشارع، وأنّ لبنان لا يتحمل خضات اجتماعية وأمنية.
برأيكم ما هي وظيفتنا الشرعيّة في هذه الحالة، وهل يجوز النزول إلى الشارع، مع ما يستلزمه من إثارات وخضات؟
جواب الشيخ العاملي: “إنّ أي جهد يصب في خانة إسقاط هذه المنظومة الفاسدة في لبنان هو واجب شرعي، بل إنّه من أوجب الواجبات، ويندرج ضمن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويتماشى مع أهداف الأنبياء والمرسلين والأئمّة (عليهم السلام)، الذين سعوا لإصلاح المجتمعات.
وأمّا بالنسبة للصبر المطلوب شرعاً؛ فإنّه يكون في غير هكذا موارد، هذا الذي تُطْلِق عليه اسم الصبر هو نوع من الذل، ويولّد الاستحقار وإهانة الناس، والصبر على الذل حرام.
ولا يجوز الاستمرار في استعباد الناس، وسرقة أموالهم، والتحكم بهم، وبثرواتهم وممتلكاتهم..
وبالنسبة لتوتير الشارع، فإنّ سببه سيطرة المجرمين واللصوص والميليشات على الحكم في لبنان، وليس سببه تعبير الناس عن آلامهم وأوجاعهم وفقرهم..
وبدل أن نقول: (بأنّ لبنان لا يتحمّل خضات اجتماعيّة)، فلنقل بشكل أصوب: بأنّ الشعب لم يعد يتحمل الوضع الراهن، وبأنّه آن الأوان لترحل هذه الطبقة الفاسدة، وليستلم الحكم الشباب اللبناني الواعد، الشباب الذين لم ينغمسوا في الدماء البريئة، ولم يتلوثوا بسرقة المال العام.”