أثارت صورة نشرتها صفحة “الشرطة” التي يديرها مجموعة من رجال وضباط الشرطة في سوريا غضباً عارماً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت الصفحة صورة لرجل مسن مكبل اليدين القي القبض عليه بتهمة “بيع الخبز”، الأمر الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحظر الحكومة السورية الاتجار بالمواد المدعومة مثل الخبز والمحروقات بدون ترخيص.
وكان الرجل يقوم بالوقوف على طابور طويل أمام أحد الأفران الحكومية، حيث يشتري الخبز، ويقوم بعرضه أمام الفرن بسعر أعلى من سعر المبيع الذي حددته الحكومة، حيث يبل البعض على شرائه بدلاً من الانتظار الطويل.
وعلق مراسل التلفزيون السوري في حلب شادي حلوة على قضية الرجل بمنشور عبر صفحته على موقع “فيسبوك” جاء فيه : “الصورة لرجل مسن القي القبض عليه اليوم وصودر منه عدد من ربطات الخبز لانه كان يبيعها”.
وتابع “وضعت الاصفاد في يديه لانه يريد ان يأكل ويشرب …!!؟؟؟ احترمو الشيب في رأسه … هل يعقل ان يتم تصويره بهذه الطريقة المهينة ؟؟؟!!!”.
وأضاف “لن اعقّب … ولكن بما انه سيحوّل للقضاء … اناشد السيد المحامي العام الاول في حلب التدخل بروح القانون وان نحفظ كرامة من يريد ان يعيش بالحلال “.
بدوره، كتب المحامل عارف الشعال: “يتداول النشطاء بكثير من الاستنكار والتندر والسخرية، صورة رجل مسن نشرتها أجهزة مكافحة الجريمة ضبطته مرتكباً جريمة بيع ربطات الخبز بدون ترخيص، وقد أحالته للقضاء لينال عقابه العادل كما تقول!!”.
وتابع “في الواقع يستحق هذا الخبر، إن صحَّ، كل التقريع والاستهزاء على الجهد الذي بذله الجهاز الذي قبض عليه، ويستحق التعاطف مع هذا المسكين الذي لم يرتكب جريمة بحق المجتمع بل قدم له خدمة جليلة!”.
وأوضح “البلد يعاني من أزمات خانقة بكل شيء تقريباً (خبز، غاز، مازوت، نقل،……) وكل ما فعله هذا الرجل الوقوف على دور الخبز طويلاً وشراء عدة ربطات خبز، ثم يبيعها بسعر زائد لمن لا يرغب بالوقوف على هذا الدور الممل!فإذاً نحن لسنا أمام جريمة هنا بل تجارة مشروعة ؟”.
واستطرد “كما نلحظ الصوت الذي ارتفع عالياً بأننا شعب ليس ساذجاً، وإنما نعي تماماً أن الخطر الاجتماعي الذي يجب مكافحته ليس بملاحقة هؤلاء البسطاء، وإنما أصحاب الياقات البيضاء، أو تنحيتهم عن كراسيهم على الأقل!!”.
يذكر أن صفحة “الشرطة” قامت بحذف الخبر بعد الضجة الكبيرة التيتسببت بها الصورة التي اعتبرها كثيرون “مهينة”.
المصدر: موقع قناة الجديد / لبنان