رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
مشكلة سوريا لم تعد (وهي لم تكن أصلا ) محصورة في مشاركة حزب الله في القتال هناك إلى جانب النظام السوري، هي معركة عالمية وحرب أطماع مشتركة بعيدة كل البعد عن كل شعارات منع الانقسام وخلافه، هي معركة بين قوى عالمية على أرض سوريا.
نعم سوريا، لأنها تشكل عمقا عربيا تاريخيا شكل على مدى المراحل الماضية حالات تراشق كلامي وفوضى سياسية وخلافات متلاحقة، لأنها دولة لها أبعاد طبيعية واقتصادية ومزايا تجارية تجعلها قبلة كل “مشتهي”.
مشاركة حزب الله هناك ودون ان ندخل في أسبابها ونتائجها، ما يعنينا فقط وبكل صدق أن نستفيق على سماع خبر أن كل الحروب قد انتهت ولم نعد لنسمع بعدها عن قتل وتدمير وقطع للرؤوس ومؤامرات واغتيالات، وما يعنينا أن نكون في هذا الوطن جنبا إلى جنب وكتفا على كتف نحمي بلدنا ونصون كراماتنا ونعيش بأمن وأمان، نصد الأخطار معا، نتشارك الأحزان كما الأفراح، صدقا هذا ما يعنينا.
الانقسام العامودي حول مشاركة حزب الله استحوذ على جولات وجولات من الكلام، فحزب الله في النهاية هو تنظيم لبناني ومؤيديه هم أهلنا وناسنا وجزء لا يتجزء من نسيجنا الإجتماعي، نحترمه كما كل الاحزاب والجهات في هذا الوطن.
ونحن لم ولن ندخل يوما في السجال حول هذا الموضوع ليس خوفا او تجنبا من الانتقادات بل لأننا فعلا لا نرغب في الكسب على حساب الدماء والأوجاع، ولا تهمنا الشعبوية في الكلام، كنا وسنبقى اعلاما نظيفا ولو ابتعد الكل عن متابعتنا.
علاء هو أحد الشبان الذين سقطوا في سوريا، وهو عنصر في حزب الله، هذا الشاب كما غيره ممن أراد القتال هناك وهذه قناعته وحريته، ولا احد يستطيع أن يفاوضه فيما اختار، ننظر إلى وجهه المشرق لندعوا الله أن يحمي هذا الوطن وشبابه كل شبابه، فعلاء ذهب وهو ينظر إلينا اليوم من عليائه ألا تلعنوا قتلي بل ترحموا عليي، فهو قدم الدماء ليحيا الإنسان، تماما كما قدم الرئيس الحريري دماءه ومن معه فداء للبنان .. فجميهم شهداء حقا شهداء.
فلنبتعد جميعا عن لعن كل من يسقط، فتلك ثقافة ساقطة ولنكن حقا أهلا للخير وانسانيين فعلا قبل القول.