عثر إبراهيم درويش من بلدة جرجوع (في إقليم التفاح) على عاملة منزله الأثيوبية وتدعى نيكيست شسيرا (23 عاماً)، جثة مضرجة بالدماء في أحد حمامات المنزل، فسارع إلى إبلاغ مخفر درك جباع الذي حضرت عناصر منه وعاينت الجثة وباشرت التحقيقات لمعرفة ملابسات الوفاة.
وذكرت ربّة البيت المعلمة نجاة بدران أن شسيرا تعمل لديها منذ ستة أشهر «وكانت جيدة ولم تشكُ من أي شيء. لكنها تلقت اتصالاً منذ يومين وقالت على أثره أن والدتها مريضة وترغب في السفر إلى أثيوبيا، وطلبت مني ذلك بعد أن جثت على ركبتيها لتترجاني، فسارعت إلى إيقافها ومنحتها نقوداً وطلبت إليها أن تذهب إلى «الهاتف» وتتصل بوالدتها، وهكذا فعلت وعادت لتطمئننا من أن والدتها بخير».
وتضيف بدران أن «نيكيست» تحدثت إلى شقيقتها في بيروت (أمس الأول) ولاحظتها أن كانت تتحدث بحدة ولفتُّ انتباه زوجي إلى ذلك، وأخبرته «أنه إذا بقيت على هذه الحال سأعمل على إعادتها إلى المكتب الذي أحضرتها منه». وتشير إلى «أنني تناولت وزوجي الفطور صباحاً في المطبخ، وجلست هي إلى طاولتنا وتناولت معنا فطورها، ولم نلحظ عليها أي ارتباك أو غضب، وطلبت إليها إعداد بعض الأعمال ريثما يعود زوجي من عمل طارئ بعد الثامنة والنصف صباحاً ليقوم بنفسه بإطعام طفلينا البالغين 8 سنوات و5 سنوات وخرجت بعدها إلى مدرستي».
ويشير درويش إلى أنه عاد من عمله «ووجدت ابني الكبير لوحده يشاهد التلفاز في غرفة الجلوس، فسألته عن البنت فرد بأنه لا يعرف إلى أين ذهبت.
ناديت عليها فلم ترد، رحت أبحث عنها وما أن وصلت إلى مواجهة الحمام الذي تستخدمه هي حتى رأيتها مرمية على الأرض مخضبة بالدماء وبحال مزرية. فأقفلت الباب لكي لا يشاهد الطفلين ما حصل، ذم ذهبت إلى دار البلدية وأعلمتهم بما جرى وطلبت إليهم إعلام مخفر الدرك في جباع».
واشار الطبيب أحمد مشورب، إلى أن «حالة الانتحار بالذبح نادرة، لكن الكآبة يمكن أن تفعل الكثير». وعلم من مصادر طبية أن العاملة المنتحرة حاولت أن تطعن بطنها فأصيبت بجروح طفيفة ثم قامت بذبح نفسها بمسافة 10 سنتيمترات ما أدى إلى قطع القصبة الهوائية وشرايين رئيسية للدم، ما سبّب تدفق معظم دمها ووفاتها على الفور».
ووضعت جثة المنتحرة في أحد برادات المستشفى الحكومي في النبطية ريثما تتسلمها سفارة بلادها.