رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
حالات كثيرة تعتري واقعنا اللبناني الهشّ، فنسمع عن مشتكل غريبة يومية، وننصدم من ممارسات لا تليق بصنف بني البشر، لعلّ آخرها ما وصلنا من قضية، من قلب منطقة #أبي_سمراء في #طرابلس #شمال_لبنان حيث يواظب الرجل السبعيني ف. معراوي على ضرب طليقته (64 عاماً) بشكل أسبوعي وهما يسكنان في ذات البيت رغم حالة الطلاق، بسبب الحالة المعيشية الصعبة، فضلاً عن وجود إبنتهم والتي تسكن معهم، بعدما تسبب والدها في طلاقها من زوجها سابقاً.
الرجل السبعيني يبدو أنه يستلذ في ضرب زوجته بشكل مؤذي وخطير، وكان آخرها قياهه اليوم بمحاولة خنقها حاملاً السكين عليها، وضارباً بيده على عينيها ليسبب لها آلاماً وجروحاً كبيرة، قبل أن تستطيع الوالدة الإتصال بإبنها والذي حضر مسرعاً، لإنقاذ والدته من بين يدي من كان يوماً ربّ هذا البيت، ومن بات بأفعاله اليوم عبئاً على البيت وأهله، حيث خلق بسلوكه عداءًا كبيراً مع كامل أفراد أسرته، دون أن ينظر إلى عمره المتقدم وخوفه من آخرته التي يرسمها بشناعة ما يرتكبه وفظاعة ما تقترفه يداه.
القضية التي تابعتها تحقيقات واستكملتها حتى النهاية، حيث قيام عناصر من مخفر أبي سمراء بجلب الوالد السبعيني للتحقيق معه، ومن ثم دراسة وضعه، ليس فقط لحماية عائلته منه، بل وحماية نفسه مما يفعله، ذلك أن المحاسبة والعدالة وجب تنفيذها حتى على هذا الرجل الكبير، الذي أوصل نفسه لمثل هذه الحالة، وحيث أن القانون فوق الجميع مع مراعاة بعض جوانب كل شخص، وفقاً لما تتطلبه الحاجة.
مجتمعنا مليئ بمثل تلك المشاكل، وجلّ ما نحتاجه، هو المزيد من الوعي والمزيد من سماع بعضنا الآخر، لنحمي ما تبقى من هذا الود بيننا عوضاً عن كوننا بتنا بشراً لكن قلوبنا ونفوسنا ملأى بالإعوجاج والتصرفات التي لا تليق أبداً ببني البشر.