تحت عنوان «دا عش» يتسلّل إلى طرابلس: بالد ولار جئناكم! كتبت رلى أسمر في الأخبار:
التصق الفقر بطرابلس. لكن فقراءها لم يق.تلوه، عملاً بمقولة «لو كان الفقر رجلاً لقت….»، رغم أنه تجلى في رجال كثر.
بعض فقرائها اختاروا قت.ل أنفسهم. آخر أشكال المو ت، التحاق عشرات الشبان الطرابلسيين بتنظيم «دا عش» في سوريا والعراق مقابل وعود بالحصول على راتب شهري يصل إلى 2000 دو لار.
فيما تنشط مبادرة بين عدد من المشايخ واستخبا رات الجيش لاستعادتهم.
قبل أيام، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي معلومات عن مغادرة 37 شاباً طرابلسياً المدينة للالتحاق بتنظيم «دا عش» الإر هابي في سوريا والعراق (ق.تل اثنان منهم أخيراً أثناء مشاركتهما في القتا.ل في صفوف التنظيم، أحدهما من التبانة والآخر من القبة).
إلا أن «رقم المغادرين أكبر بكثير» بحسب بعض فعاليات المدينة ممن يستشعرون عودة التنظيم للتجنيد.
وقبل يومين، تحدثت مصادر أمنية عن «اختفا ء» ثمانية شبان، فيما ذكر مصدر آخر أن «المؤكد أن ثلاثة شبان غادروا للالتحاق بالتنظيم، اثنان منهم من التبانة والثالث من مدينة الميناء».
لا يخفي إمام أحد مسا جد طرابلس «انتشار الدا عشية بين شبان في مقتبل العمر، يتم اصطيادهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعرضون لغسل أدمغة وإغراءات مالية ووعود بحوريات في الجنة».
الشيخ أكد لـ«الأخبار» أنه تلقّى «شكاو ى» من عدد من الأهالي أخيراً عن «تد يّن مستجدّ بين أبنائهم.
ووصل الأمر بهؤلاء حد تك.فير أهاليهم ودعوتهم للدخول في الإسلا م مجدداً والامتناع عن بعض الممارسات المنكرة كمشاهدة التلفزيون مثلاً»!
«الظاهرة الدا عشية» في طرابلس بدأت بالتفشي قبل نحو سبع سنوات، مع صعود نجم التنظيم الذي نجح في استقطاب شبان من المدينة ومن الشمال عموماً.
انقاد هؤلاء إلى أتون الحر ب السور ية حيث قضى كثيرون منهم وعاد البعض، فيما بقي عدد ممن تبوأوا مناصب قيادية في التنظيم في سوريا والعراق».
ومع الضر بات التي تلقّاها «دا.عش» في سوريا والعراق، خبت هذه الظاهرة على نحو تدريجي، قبل أن تعاود الظهور قبل أشهر مع إعلان الجيش والقوى الأمنية عن كشف خلايا مرتبطة بالتنظيم.
وأ خطر مؤشرات العودة ما كشفته مصادر أمنية عن مسؤولية «خلية دا عشية» عن اغتيا ل المؤهل المتقاعد في الجيش أحمد مراد في شارع المئتين في طرابلس في آب الماضي.
الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الشيخ نبيل رحيم ينفي لـ«الأخبار» الأرقام التي تتحدث عن «مئات المج.نّدين»، مؤكداً أن عدد الذين غادروا طرابلس أخيراً والتحقوا بـ«دا.عش» في سوريا والعراق «لا يتجاوز الثلاثين شاباً.
تتراوح أعمارهم بين 16 و 28 سنة». وأمل بـ«الوصول إلى حل لهذه القضية بمبادرة وجهود حثيثة بين دار الفتوى والأجهزة الأمنية لاستعادة هؤلاء الشبان».
الذين غادروا بطرق مختلفة. فبعضهم سلك المعابر غير الشرعية عبر الحدود اللبنانية – السورية، وبعضهم الآخر غادر عبر مطار بيروت إلى تركيا ومنها دخل خلسة إلى سوريا أو العراق.
علماً أن بينهم أصحاب سوابق، مثل أيمن خ. الذي سج.ن لخمس سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم إرها بي، قبل أن يطلق سراحه ليعاود الالتحاق بالتنظيم.
«شكاوى» من عدد من الأهالي أخيراً عن «تد يّن مستجدّ» بين أبنائهم.
يطمئن رحيم، وهو أحد العاملين على خط مبادرة استعادتهم، إلى أن الجهود لذلك تجري على قدم وساق بين دار الفتوى والأجهزة الأمنية.
علماً أن مصدراً أمنياً استبعد، في اتصال مع «الأخبار»، وصول الاتصالات إلى النتيجة التي يترقبها الأهالي.
إذ إن «دا عش لن يسمح بعودتهم إلا جث.ثاً أو مقا تلين متسللين لتنفيذ مهمات أو عبر عملية تبادل للأ سر ى».
وفي الانتظار، يرزح الأهالي تحت خو ف مزدوج: الأول على مصير أبنائهم، والثاني على مصيرهم وقد أصبحوا تحت رقابة الأجهزة الأ منية ويترصدهم المحيط.
مصدر متابع للملف أكد أن «العمل جار مع الأهل لإقناع أولادهم بالعودة في حال جرى التواصل معهم، مع تقديم ضمانات أمنية بعدم التعرض لهم، خصوصاً غير المتورطين في أحدا ث أ منية في لبنان.
وأكد أن التجنيد يتم في لبنان من مجهولين، وأن ضابط الاتصال بين الشباب وقيادة «دا.عش» يزود التنظيم في العراق بأسماء شباب يحملون الفكر الدا عشي.
ويتم التواصل معهم عبر مواقع التواصل الخاصة بالتنظيم، وتُؤمَّن لهم طرقات التهر يب براً عبر الحدود اللبنانية – السورية، مشيراً إلى ضرورة التواصل مع الدولة السورية لضبط معابر التهريب.