رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
ما أجمل الخبر الذي وصل لمسامعنا اليوم عن قيام عناصر من شرطة بلدية طرابلس بملاحقة المتسولين صغارا وكبارا الذين يقفون بالقرب من دور العبادة لمنعهم من التسول.
للوهلة الأولى اعتقدنا أن البلدية في وارد الإعداد لخطة لمعالجة هذه الآفة عبر المؤسسات والجمعيات وغيرها، للتخفيف من ظاهرة التسول وخاصة للأطفال، ليتبين أن القصة لا تتعدى سوى منع هؤلاء من مد اليد في ظل انعدام كل الطرق أمام تأمين أبسط الحقوق لهم.
صحيح ونحن ندرك تماما أن هذا الأمر معقد، وما فعلته البلدية قد يندرج في خانة التخفيف من زحمة المتسولين، كما ومنع استغلالهم من قبل المافيات والعصابات، لكن الأصح أيضا أن معالجة هذه الظاهرة لا تتم بالقوة، لأنها لا تحقق إلا حلولا جزئية فالجائع لا يمكنه أن يصبر كثيرا على جوعه.
ويا ليت البلدية ومعها كل مسؤول ومهتم في أحوال وأوضاع طرابلس والشمال وكل لبنان يهتمون لعجوز ينام على قارعة الطريق، وامرأة تتخذ من الرصيف مسكنا لها، فهؤلاء لا يحتاجون لسياسة استشفائية وضمان شيخوخة الذي لن يتم في بلد السرقات والمزايدات والأعراف الكاذبة، بقدر ما حاجتهم لبعض العطف والرحمة.
ثم ماذا عن خدمات أساسية لا تقدم هي من واجب الجهات المحلية، ويكفي أن نبيع الكلام عن دور مفقود للدولة، وغياب للإنماء، ثم وهل الإنماء يتم بلا خطط ومشاريع عمل، فأين هذه الخطط والمشاريع؟ أين الإرادة الحقيقة على العمل؟ أين الرغبة الفعلية في تحقيق النهوض المجتمعي؟ بعيدا عن مبدأ الفردية والكيدية وحب الظهور والمنافسة فقط من أجل المنافسة..
هناك إجرام حقيقي يحصل في حق الناس، لا يمكن أن يستمر، وهو لا يقتصر على منطقة أو محيط جغرافي أو قضاء، فالسيء موجود في كل مكان، و “على أفى مين يشيل”.
والمشهد اليوم نأتيكم به مباشرة من طرابلس حيث العجوز الذي تنام على الرصيف، تغطي نفسها بستار يقيها برد الليل، وتدعوا أن يرحمها الله، ويخلصها من حياة لا تشبه الحياة!.
وللحديث تتمات . ..