رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
منذ أمس الأول بدأت تسريبات قرار الرئيس سعد الحريري بعدم خوض الإنتخابات النيابية المقبلة ، تتحول لمسيرات رافضة لقراره على الأرض ، وداعية إياه للدخول بقوة هذه المرة للإنتخابات .
تجمعات أخذت طابعًا عشوائيًا في يومها الأول ، لكنها اليوم باتت شبه منظمة حيث توافد الحشود تحديدًا من محافظة عكار وبعضها من طرابلس نحو بيت الوسط في بيروت ، تحت رحمة هذا الطقس العاصف.
لكن الحريري نفسه ، الذي يبدو أنّه تعلّم من تجارب الماضي الكثيرة ، لا يريد أن ينظر لحضور المؤيدين له قرب منزله من باب العاطفة ، بل وفق قراءة سياسية يريد السير بها بتأنٍ.
ذلك أنّ قراره العودة عن عدم خوض الإنتخابات ، عليه أن يجيبه عن سؤال أهم:
“هل سيجعله الرقم الصعب مجددًا على الساحة السنية ؟ وهل سيُمكِّنه من اكتساح المقاعد حيث وجد مقعد نيابي للطائفة السنية ؟”.
الإجابة عن هذا السؤال صعب للغاية ، وهو حتّى غير مضمون بالمطلق ، لذا وفي ضوء ذلك لن يتراجع سعد الحريري عن قراره ، ربما ليكون مستعدًا لاحقًا لما هو أهم من ذلك.
وللناس المؤيدة التي تناديه بعدم التراجع ، قد تجعله يدعم اللوائح الانتخابية في بعض المحافظات وهذا الراجح (وهو أصلاً مخطط لذلك) ،
لكن في المقابل يطلب منهم العودة لمنازلهم ، لانّ الخطة اتُّخذت ولا مجال للتراجع عنها ، وهي بلا شك ضمن الآلاعيب السياسية لإعادة التموضع الصحيح.
و تحوير أفكار الناس عمّا هو اهم و أعظم ، حيث القادم السيء لا بدّ أن يسير بلا مفعول قوي ، لانّ أفكار الناس باتت محصورة في الزاوية التي أرادوها لهم أقطاب الحكم ومن بينهم سعد الحريري.