بقلم : رئيس التحرير – محمود جعفر
القناعة وحدها من تجعلني أخط كلماتي وما دمتُ حُراً سأتكلم .
الناظر إلى الوضع اللبناني بكل جوانبه ، يعي حجم الإختلالات الحاصلة والإنزلاقات المُتتالية في مشهد دراماتيكي يُنذر بالسيء من الأمور ، خاصة مع إعتبار كل جماعة حزبية أنها صاحبة الحق الحصري في ورثة الشعب اللبناني ، ومن دون إذن هذا الأخير الغارق في متاهات تأمين قوت يومه ، وثمن حبة الدواء ، وهو المُستيقظ يومياً على كوابيس أنه مات على أبواب إحدى المستشفيات دون السماح له بالدخول ، فيطلب من الله وحده ولا أحد سواه أن يعفيه من هكذا مصير ! .
قرر الشعب اللبناني خلال الأشهر الماضية ، خوض تجارب الشعوب المُنتفضة فملأ شوارع بيروت رافعاً شعارات مطالبية مُحقة تبدأ من حل لأزمة النفايات (أهمها السياسية) ، ولا تنتهي بإعطاء الشعب أبسط حقوقه في الخبز والماء والحياة .
هبّ الشعب بكل أطيافة ومذاهبه ورفع الصوت ضد الظلم ، فقررت دولتنا الكريمة صاحبة المبادرات “اللا إنقاذية” ، إطلاق طاولة “حوار المصلحة” ، لتمييع الحقيقة ومحاولة إخفات صوت الفقراء والطلاب الجامعيين الذين “إلتهبت” حناجرهم جراء ما ذاقوا به ذرعاً من محاولاتهم الدائمة إعطاء جرعة من الأمل لأنفسهم بأن “بكرا أجمل” ، فيأتي الغد مع تصريح “بهلواني” لزعيم ” مُتعجرف” ، فيزداد الشباب يقيناً بأن”زحفاً زحفاً نهو الهجرة” .
من بين هؤلاء السياسيين لم نسمع إلا صوتاً واحداً ،حاول (ولو كلامياً) ، أن يقف مع الناس وهو صاحب الكلمات القاسية من المجلس النيابي في جلسة إعطاء الثقة للحكومة بأن الأحزاب أقوى من الدولة وضياع الأخيرة جعل ولاء الشعب لحزب على حساب دولة ووطن .
لم تخلوا مؤتمراته الصحفية من الوقوف إلى جانب معاناة الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني ممن سحقتهم قرارات الحكومات المُتعاقبة ، فتراه غاضباً من “أكوام” الفساد والسرقات والسمسرات وسنوات من النهب والإفتراء والكذب على مواطن بقي لحد اليوم وفياً أكثر بكثير ممن هم في موقع المسؤولية .
وجه إنتقاداته دون إستسابية وواجه بحنجرته كما الشعب مافيات المال و الشياطين” المتخفية وراء “بدلة عُنق” .
وكي لا نطول في الحديث أكثر …
سامي الجميل أنت الحُلُم الأخير لشباب وطنك فلا تخدعك المناصب ولا تُبعدك الأيام عن شعبك .