رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
لم تعد إسرائيل (الدولة الزائلة والمحتلة) تنظر إلى توقيع إتفاقيات سلام مع الدول العربية كمدخل لإقامة تعاون مشترك بينهما، فهي ذهبت صوب تكتيك جديد، إذ تحاول كل فترة تمرير لقاء من هنا وحضور وفود ثقافية ورياضية من هناك صوب الدول العربية، لتحقيق أمران:
الأول: جسّ نبض الشارع العربي الكسول، والذي نجحت اسرائيل في توصيفه بذلك، كون أغلب ثوراته وانفعالاته لا تخرج عن حدود مواقع التواصل الإجتماعي، وإن وُجد على الأرض فبدفعٍ ودعمٍ لتحقيق مصالح الأعداء بغلاف حب الوطن.
الثاني: طرح اشكالية وتساؤلات في الأوساط الشعبية والرسمية تلك، حول إمكانية تحقيق سلام مع إسرائيل، والتي تحاول القول لهم، أن اتركونا بصراعنا مع الفلسطينيين وحدنا وتعالوا نعيش معكم بسلام طالما حدودنا بعيدة عن بعض ولا يوجد تاريخ عدائي ودموي بيننا، وفي ذلك تحاول ازاحتهم عن فكرة أن القدس قبلة كل انسان عربي، وتحصر صراعها مع مجموعات لا دول.
لا شك أن اسرائيل المحتلة نجحت في ذلك، ونجحت أكثر حينما أنشأت منصات لها باللغة العربية عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فدخلت على خط الإختلاف والإنشقاق العربي، وزرعت مفاهيمها في نفوس الشعوب وعقولهم المتخلخلة واستفادت من هذا الفساد العام في كل المجتمعات العربية وأعطتهم نظرة عن كيفية ادارة شؤونها ومصالح ناسها، فكانت بذلك ناجحة.
فيما مقابل هذا، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في ضرب قطاع غزة ومحاولتها كسر إرادة الناس والمقاومة، إلا أن الأخيرة نجحت في دكّ المستوطنات بوابلٍ من الصواريخ أرعبت سكان الوحدات الإستيطانية وأخرجتهم من بيوتهم صوب الملاجئ، لتأكيد معادلة أن النار لا يُخمد سوى بالنار وأن دولة محتلة غوغائية كإسرائيل لا تنفع معها سوى المقاومة الكفيلة ومهما طال الأمد بإسقاطها فإخراجها، لتعود فلسطين الحبيبة لأهلها ولكل العرب.