رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
هي الدنيا التي وما إن تتقدم في مراحلها وسنينها، حتى تظهر معها مفاهيم مختلفة ومغايرة عمّا كان قائماً، فتتبنى قضايا تصب في خانة “حدوث الصدمة”، لكونها غير مألوفة، فينتج عنها صراعاً، ثم تُصبح تلك القضايا قائمة بحد ذاتها، تحت مسمى “حرية شخصية”، إنطلاقاً من أن للفرد القدرة على إختيار وضبط تصرفاته والتحكم بها، ولا يحق لأيٍّ كان لا إنتقاده أو حتى التوقف عند ما يقوم به.
هذه “الحرية الشخصية”، تُستنفذ لأجلها جمعيات حقوقية تدافع عن أصحاب تلك الممارسات، وهم يرون في هذا نتاجاً طبيعياً لتطور المجتمعات، ونحن نقول أكثر من ذلك، إذ أننا سنكون أمام حالات غريبة من السلوك في القادم من الأيام، وأن الخلاف ليس في ذلك، بل في هذا الإخراج الوقح لمثل تلك السلوكيات وأصحابها، لتعميم ثقافة اللاثقافة، والقول للمجتمع أنكم تستطيعون فعل ما يحلو لكم فعله، دون أن يقف أحد في وجه تصرفاتكم، وأن المنصات الحقوقية لمنتقديكم لبالمصرصاد.
إن للفرد حريته المقدسة والتي لا يجوز المساس بها حتى من أقرب الناس إليه، فهو مُكوِّن يتمتع بالأهلية الذاتية لفعل ما يريد، لكن يبقى ألاّ تحيد تلك الحرية عن المنطق وألأّ يتصرف فقط من منطلق رفضه لكل ما يراه تقليدياً، قيعرض عضلاته الفكرية والسلوكية في مكانها الخاطىء ومن أجل لا شيء.