رسالة نكتبها، نيابة عن عيون الشاب صلاح إبن جمال خاشقجي متوجهاً بها لولي العهد السعودي الأمير محمد لن سلمان، بعد اللقاء الذي جمعه به وخادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
نعم، مات أبي، وفي ذلك لا مجال للتأويل، كما أني لا أريد استجداء العواطف من محاكاتي تلك، فالشيء الأهم قد ذهب، وما عداه فسطورٌ لا تفيد وكلمات لا تهمّ ومواقف لا تُعيد فقيداً ولا حبيباً ولا أباً رحل بطريقة غريبة، لا يستحقها حتماً.
أبي، لا يستحق الموت بهذه الطريقة، ليس لأنه هو، بل في كونه تخطى حبّ الوطن إلى حدّ توجيه النقد البنّاء لسياسات وقرارات وخلافها، وحيث لا يفعل ذلك إلا كل حريص ومهتم، أما المرتد الحقيقي، فهو من يهرب في لحظات احتلال أرضه ووطنه.
أنا أثق أن ما حصل كان غريباً، فحتى أنتم استغربتموه، أنا أثق أنكم لم تخططوا ولن تخططوا يوماً لقتل شخصٍ بهذه الطريقة، لكني أثق أكثر أنكم لن تقفوا هنا على طريق كشف الملابسات، ليس من أجل الحقيقة، فهي لن تفيد كثيراً، بل لحماية ذاتكم، مما هو أشد من هذه الموتة، كون الله لا تنام عيونه على ظلم عباده.
لقد سقط إسمي عندما أُسقط أبي، علّ ذلك يكون فداءً لهامشٍ من الحرية يُميز الإنسان الحقيقي عن عدوه المُتشبِّه به خلقاً دون الخُلق.