شهد مثل هذا اليوم الثلاثاء، التاسع من نيسان، من العام 1985، حدثاً تاريخياً هزّ دولة الاحتلال الصهيوني، ووجدان الشعب اللبناني ومعه العربي، حين نفذت شابة جنوبية لا يتجاوز عمرها الثامنة عشر ربيعاً عملية استشهادية استهدفت رتلاً عسكرياً من جنود الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، على معبر جزين – كفرحونة المحتل. وظلت تكتب القصائد تمجد اسم “عروس الجنوب” سناء محيدلي .. من هي سناء محيدلي :
ولدت سناء يوسف محيدلي في قرية عنقون قضاء صيدا في 14 آب 1968، ولها أربعة أخوة. عملت في منطقة المصيطبة في متجر لأشرطة الفيديو حيث قامت لاحقاً بتسجيل وصيتها. انضمت إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مطلع العام 1985، متأثرة بسيرة الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية استشهادية على معبر جزين-كفرحونة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية.
العملية الاستشهادية :
صباح يوم الثلاثاء في 9 نيسان 1985، اقتحمت محيدلي وهي في الثامنة عشر من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كلغ من التي ان تي، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر– جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
تداعيات العملية :
تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء عمليتها الاستشهادية، كما اعترفت دولة الكيان الإسرائيلي بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر وحذرت جنودها من عمليات أخرى قد تستهدفهم .طلبت الشهيدة سناء محيدلي، في وصيتها الأخيرة، قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها “عروس الجنوب”، وشاع فيما بعد استعمال هذا اللقب عنها وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية. وسميت باسمها الشوارع والساحات والمدارس. كما كُتبت العديد من القصائد بالعربية لتمجيدها ومدحها الكثير من السياسيين العرب بعد استشهادها.
احتفظ الكيان الإسرائيلي بأشلائها حتى يوليو/تموز 2008 حين تمت إعادة رفاتها بعد مفاوضات غير مباشرة جرت بين حزب الله وحكومة العدو لتبادل الأسرى وجثث الشهداء وقتلى العدو. استلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رفاتها في 21 تموز 2008 ، وسلمتها لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون.