facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

حراك حكومي معدوم، شعب يعيش تناقضاً، سلطة مهتمة لذاتها … أين لبنان من كل هذا؟

رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية 

يهوى السياسيين في لبنان لعبة إستثمار الوقت بالشكل التام، فهم لطالما عمدوا لمحاولة تقطيع المراحل وتمرير الوقت على المواطن اللبناني، كرمى لتحقيق رغباتهم الخاصة وإيجاد الأرضية المناسبة لرسم مخططاتهم، على حساب كل ما نسمعه من خطابات تحمل أبعادًا وطنية وإنسانية، ما هي إلا لمحاولة كسب عاطفة اللبنانيين وودِّهم، تمهيدًا لسياسة حرقهم ماليًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا، وبأي وسيلة كانت، دون رحمة أو تحمل للحد الأدنى من المسؤولية

اليوم يتقاذف المسؤولون التهم فيما خص مشكلة الكهرباء، ولقد تناسوا وعودهم طوال العهود والفترات السابقة بكهرباء 24/24 والتي إنعدمت اليوم إلى حدود الساعتين في النهار الكامل، وبات المواطن وصاحب باب الرزق يقف عاجزًا أمام إحتكار أصحاب المولدات المدعومين من الأحزاب وسلطة الأقوى على الأرض، حسب كل منطقة وشارع وزاروب ومحافظة. فيما إجتماع الثلاثي الوزاري كل من وزراء الداخلية، الإقتصاد، والطاقة لإعلان خطة العدادات على المولدات الكهربائية، لهو تأكيد إضافي أن لا حل للكهرباء غي المدى القريب والمتوسط، وجُلّ ما باستطاعتهم فعله، هو ترقيع الحلول، خدمة لمآرب خاصة ليس إلاّ

على مقلب الحكومة العتيدة، يبدو وكما العادة فقد وقف المسؤولون عاجزين عن إيجاد مخارج للأزمة الحكومية، بإنتظار المباركة الخارجية، حيث طغت المصالح على ما عداها من ضرورة إنجاز التركيبة الحكومية لتمرير مصالح العباد العالقة في أدراج الوزارات والإدارات الرسمية، فيما يتراشق زعماء الطوائف التهم يميناً ويساراً، وكأن الحصص الوزارية هي حصص خاصة، وكأن الحقائب الوزارية فرصة لعرض كل حزب لعضلاته، بعيداً عن خدمة الناس والصالح العام

الحراك المدني اليوم، منقسم إلى حراكات، والأصوات الإعتراضية التي نسمعها من هنا وهناك، تبقى دون المستوى المطلوب، وكأن السلطة إستطاعت ولو مؤقتاً قطع نفس هذا الحراك الذي استطاع يوماً حشد الآلاف في مشهد نادر الوجود في تاريخ لبنان، حيث المضايقات اليومية وحالات القمع الممنهجة، تضاف لسجل هذه العقلية السياسية التي تنتهج العمل البوليسي في تصرفاتها وسلوكها، لترهيب من يتجرأ في التعبير عمّا نمرّ به من آفات ومعاناة يومية قاتلة ومُجحِفة

على المقلب الشعبي، يبدو أن الناس تعودت على ما هي عليه، فتراها تُعبر بعض الأحيان عن أوجاعها ومعاناتها، ثم تعاود التلطي وراء الزعيم والحزب والدين، في مشهد يدل على مدى التناقض الذي بات يعيشه هذا المواطن، وكأنه رضي على نفسه أن يبقى كما هو، مواطن دون رتبة إنسان، فيما أمواله وحقوقه تتجمع لدى من يدافع عنه ويحمل صوره ويُصفق له، عند كل كبيرة وصغيرة

لبنان ليس بخير، فهل من يسمع؟ 

 

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الدكتور جعفر: للإبتعاد عن لغة التخوين وتعزيز حضور الدولة

اعتبر مدير عام شبكة تحقيقات الإعلامية الدكتور محمود جعفر خلال لقاء صحفي ، أننا نحتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!