ربما يدور في ذهنك أننا نتحدث عن وقائع خيالية لا أساس لها من الصحة، لأن لا سبب يجعل الإنسان يُقدِم على تناول اللحوم البشرية، لكن ذلك ما وصلنا من المؤرخين عن حدث غريب شهدته كاليفورنيا في سنة من السنين.
لحوم البشر
“جيمس ريد” أحد القادة الاثنين لجماعة دونر، وزوجته “مارجريت” وقد كانا من الناجين
في التاسع عشر من فبراير عام 1847 وصل أول فريق إنقاذ لـ 45 شخصًا من جماعة دونر، وهم من الرواد الأوائل والمستكشفين الذين علقوا في جبال سيرانيفادا، حيث حاصرتهم الثلوج، وبقوا بدون طعام أو إمدادات لحوالي أربعة أشهر. وقد فقدت هذه الجماعة 36 شخصًا، حيث تم إعداد بعضهم كولائم؛ سمحت للآخرين في البقاء على قيد الحياة!
“Donner Party” تتردد كثيرًا لتدل على أكل لحوم البشر، دون أن يدري البعض عن القصة الأصلية التي حملها هذا المصطلح. مع وصول هؤلاء الرواد والمستكشفين إلى المنطقة المذكورة بدأت كرات الثلج بالسقوط أمامهم وعرقلة حركتهم، إضافة إلى أخطاء من قبل أعضاء الجماعة في توجيه خط سير الرحلة، والتي عرّضت نفسها للخطر نتيجة لتضارب توجهات الأعضاء في خط السير الصحيح.
لحوم البشر
أحد المناطق التي شهدت الحادثة، حيث غمرت الثلوج ارتفاع جذوع الأشجار
وفي غمرة تلك الأخطاء، دخل بعض أعضاء الجماعة في الخلافات والانشقاقات، وسوء استخدام الإمدادات. الحادثة المأساوية بدأت في الرابع من نوفمبر، حيث ضربت عاصفة ثلجية قوية المكان، واستمرت ثمانية أيام متواصلة. وهنا، ومع وصول سماكة الثلوج التي غطت الأرض إلى حوالي 365 سنتيمترًا لم يكن أمام الناجين سوى تناول لحوم بعضهم البعض للبقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من تضارب شهادات الناجين، وروايات رجال الإنقاذ، وبعض الصحفيين والمؤرخين فقد ذهب 21 شخصًا ضحايا تلك الحادثة.
وفي الوقت الذي قد يشكك فيه البعض بتلك الأحداث، كانت هناك روايات من قِبل رجال الإنقاذ الذين وصلوا إلى مكان تلك الجماعة التي تقطّعت بها السبل في ظل العاصفة الثلجية القوية التي حاصرتهم وقطعت تواصلهم مع العالم الخارجي، كما قطعت عنهم الإمدادات الأساسية للحياة. ومن بين تلك الأقوال، شهادة أحد المنقذين عن رجل من تلك الجماعة يُدعَى “جان باتيست ترودو” والذي كانت بين يديه ساق بشرية ممزقة لدى وصول المنقذين، حيث قام بإخفائها بين أكوام الثلج!
وشهادة أخرى من قبل ترودو ذاته (لكن تمت مراجعتها بعد ذلك) هو أنه تناول طفلًا! تيرودو وجماعته التي قضت أربعة أشهر كاملة دون طعام أو أي مقومات حياتية نفت كل تلك الأحداث لاحقًا!
وسواء كانت تلك الأحداث حقيقية أم خيالية، فأكل لحوم البشر واقع لا يمكن إغفاله، حيث تقتات الكثير من القبائل التي تؤمن بالخرافات القديمة على اللحم البشري، ومنها قبيلة أجوري التي تسكن الهند، والتي تتناول لحوم البشر بل وتشرب الدماء في الجماجم البشرية!