أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله وفداً من مصلحة الاطباء في القوات أنّ “الأشهر الثمانية أو التسعة الأخيرة كانت صعبة جداً، انطلاقاً من فيروس كورونا بحد ذاته، ويا ليت هناك فقط كورونا ولكن للأسف لدينا كورونا بيولوجي وكورونا سياسي، وقد انعكس الأخير صعوبات هائلة في كل المجالات من مستحقات المستشفيات إلى موضوع الأدوات الطبية وتدهور سعر صرف الليرة مروراً بكل ما تبع ذلك من شح في كل شيء تقريباً إلى حد أن الجميع في القطاع الطبي كان يعمل باللحم الحي، لذا تحية كبيرة لهم جميعاً، وفي هذه المناسبة أريد أن أؤكد أننا سنكمل مهما حصل لأن هذه البلاد بلادنا وهذه الأرض أرضنا والناس أهلنا الذين يجب أن نكمل وإياهم المسيرة بالرغم من صعوبة المرحلة صعبة”.
وتابع جعجع: “إن الأسوأ من كل ذلك أننا لا نعيش فقط صعوبات بل كثر منا لا يرون أي أفق، فالإنسان مستعد للتحمّل اللهم إن كان مدركاً انه بعد 3 أطنان من الصعوبات، أو بعد 200 كيلومتر من الصعوبات، هناك واحة صغيرة أو خلاص معين من مكان ما، ولكن الحال هي أن المواطن اللبناني يعيش كل هذه الصعوبات ولا يرى سوى مزيداً من الصعوبات حتى أنه لا يمكنه مجرد التفكير في الخيال أن هناك خلاصاً أو كيف يمكن ان يكون هذا الخلاص”.
وأوضح أن المواطن “ينظر أمامه ولا يرى سوى هذه الوجوه فيشعر وكأنه دخل سجناً أبدياً سرمدياً او أنه في جهنم ومحكوم عليه بتهمة ما لا يدرك ما هي، ولنكن صريحين هو مرتكب في مكان ما حين صوّت لهؤلاء الموجودين في السلطة في الوقت الحاضر، لذلك يشعر المواطن أنه محكوم عليه أن يبقى إلى أبد الآبدين في الوضع الذي يعيشه، وهذا ما يجعل الأمور سوداء في وجهه، الأمر الذي يدفعه إلى التفكير بأمور لم تخطر بباله في لحظة من اللحظات، أي ماذا افعل في هذه البلاد؟ كيفما توجهت هناك مشكلة، والأسوأ أنه لا يبدو في الأفق البعيد أن هناك حلاً لهذه المشكلة”.
واستطرد جعجع: “مع اعترافي بهذه الصعوبات من كل النواحي، لكن هذا التفكير في غير محله أبداً، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم قد يُحل غداً، لماذا؟ لأن تدهور الأوضاع سببه لا يعود إلى الأساسيات الموجودة في البلد، باعتبار أن هذه الأخيرة لا تزال متوافرة وصالحة وسليمة فهي مرتبطة باللبناني كإنسان، لذا ما نعيشه اليوم مرده ليس لأسباب فعليّة وإنما لأخرى كثيرة مرحلية، الأمر الذي يؤكد لنا أن وضعيتنا الطبيعية اليوم يجب أن تكون على ما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي”.
وأكّد جعجع أن “المشكلة في البلاد تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير، فبكل صراحة تذكرني هذه المرحلة بالحرب اللبنانية (1975- 1990)، الأخيرة كانت بالرصاص والقذائف، واليوم بالاقتصاد والمال”، لافتاً الى أن “اليوم، يحدث الأمر ذاته، هناك خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان”.
وأشار الى أن “عندما يدرك المرء سبب ما يعيشه وبالتالي يعلم ما هي النهاية وأين يمكن أن تكون، يستطيع عندها تحمّل الصعوبات التي يمر بها بسهولة أكبر، وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماماً فنحن بحاجة لروح مقاومة كالتي كانت لدينا بين الـ75 و90، نحن بحاجة اليوم لروح المقاومة هذه، لأن لبنان مرة جديدة يتعرض، ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت، وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان”.
واستطرد جعجع: “لاحظوا كل ما يُطرح، سأعطي أمثلة حسية في هذا المجال: يُحكى عن قانون انتخابي جديد، ونحن في الأمس القريب أقرّينا قانوناً انتخابياً جديداً، فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟ ولاحظوا طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح الذي يأملون منه ان يمكّن محور المقاومة ومن لف لفّه الإمساك بالبلاد ولاحظوا أيضاً ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة اليوم، عبر التمسك بوزارة المالية ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث، ولكن انتبهوا جيداً، فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث، هذه بحد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى، ولكنها لا تعطي توقيعاً ثالثاً بالمعنى السياسي للكلمة، ابداً، ولاحظوا أيضاً ما يحصل الآن، فبسبب أن أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل قد فرض عليه عقوبات أميركية، فهم يريدون التعويض عليه عن العقوبات بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة”.