Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
تحقيقات سورية – خاص – يزن اطلي
حديث اليوم حافل بالإنجازات حققّ نقلة نوعية بمدينة نانسي لورين الفرنسية.
الدكتور السوري الفرنسي بكور قطّان أول عربي يحمل اسم مدينة كبرى في دولة عظمى ، حيث تجاوزت ابداعاته واختراعاته حدود الزمان والمكان.
القطّان وُلِد في محافظة حلب السوريّة عام 1957 وترعرع في سنينه الأولى ضمن منطقة الكلّاسة ، كان لديه أب في سجلاته العديد من الإبتكارات والإختراعات ، لينتقل مابعد حصوله على الثانوية بفرعيها التجارية و العلمية إلى دولة فرنسا المستوطن فيها لدراسة الصيدلة.
إلا أنه و بسبب سوء أحواله الماديّة تحديداً بعد وفاة والده قرر أن يتوجه إلى مجال الاختراع ليتزامن مع خبرته في الابتكار والتدريب في علوم الرسم الصناعي. بدأت حكايته مع الإبتكار منذ نعومة أظافره في الثامنة من عمره وأثبت كفاءة عالية على مرور الزمن ما دفعه للإستمرار والتطور ، ليلاحظ تقدّم ملحوظ فيما أنجزه حيث حقق ألفا اختراع ، مسجلة أغلبها في فرنسا وأحرز مئات الجوائز حول العالم.
حصل القطّان على الجائزتين الكبرى والذهبية عن ابتكاره نظامين جديدين للأطراف الصناعية والعكازات المساعدة لذوي الإحتياجات الخاصة في مسابقة المخترعين على مستوى أوروبا التي أقيمت في فرنسا.
تسلّم منصب رئيس المخترعين في مدينة نانسي لورين وضواحيها لست سنوات متتالية وبدعم من الحكومة الفرنسية واهتمامهم له اطلقوا عليه اسم مخترع مدينة نانسي لورين الفرنسية وكان ممثّل للمدينة عن فئة المخترعين وقد حصلت اختراعاته على مكانة غير مسبوقة في فرنسا لكثرة تنوعها.
مايميّز الدكتور قطّان أنَّه بالرغم من مرارة الحياة القاسية والظروف التي عاصرها ، فقد استمرّ في كل ماهو جديد ومفيد لتعمّ الفائدة على المجتمع ولن يتوانى لحظة واحدة عن تقديم واجبه اتجاه وطنة الأم سورية ووطنه الثاني الذي آمن به ورعاه.
كثير ما ابتكره الدكتور قطّان ، نذكر أبرز اختراعاته في مجال الميكانيك ، نوعان من السيارات التي تعمل على الطاقة الشمسية مزودة بمراوح هوائية ، أمَّا عن الطاقة والكهرباء فقد ابتكر عكازات للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة وكراسي متحركة وأطراف اصطناعية سهلة التركيب ، ماكينات حلاقة رجالية ونسائية متعددة الاستخدامات ، أنظمة للحمامات وبعض الاختراعات في أنظمة التمديد لشبكات الكهرباء القياسية العالمية ، إذ أن هذا النظام يوضع في الطرق، والسيارات والقطارات وهو يعتبر نظام جديد عبارة عن ألواح فيها مراوح خاصة ما يقارب الــ 20 مروحة وبذات الوقت تعمل على الطاقة الشمسية والهوائية ونستطيع عمل إنارة للبيوت والشوارع مجانية بآن واحد وكل مايتعلّق بمنتوجات الأطفال.
ويقول قطّان: “أبي كان مخترعاً وعندما نشأت في حياتي تعلمت أشياء كثيرة من أبي وزرع فيني حب التجربة والاختراع والبحث والاكتشاف”.
وسط كل هذه الضوضاء لم ينسى وطنه وأبناءه حيث عمل على منتجات تحمل الهوية السورية ولخلق فرص عمل لأصحاب الكفاءات من أبناءه ، حيث أطلق تطبيقاً الكترونياً سورياً بتمويله الخاص عبارة عن موقع تواصل اجتماعي يتميّز عن الفيسبوك بخصوصية معلوماته وذلك ليتواصل أبناء بلده تحديداً بحرية وسهولة بدون مراقبة من أي أجهزة دولية.
يستمدّ المخترع بكور قطّان أفكاره لما يقوم به من خلال احتياجاته اليومية ، اذ تباع منتوجاته في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة ، مادفع قطّان لاختراع أطراف عكازات للمكفوفين وذوي الإحتياجات الخاصة وكراسي متحركة وأطراف اصطناعية سهلة التركيب كونه لامس الخلل الموجود فيهم وعدم تلبيتهم للحاجة المصنوعين لأجلها ونتيجة الظروف القاسية والحرب التي تعرّض لها بلده الأم.
حاول بكور قطّان بوسائل مختلفة تقديم هذه الاختراعات لوطنه علماً أنَّها جاهزة للتصنيع في مجال الزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية والمعاقين والعجزة والأطفال والرضّع وأدوات كهربائية ومنزلية وصحية ، ولكن لم يستطيع رغم المطالبات العديدة ومحاولة التواصل مع ذات الشأن، آملاً أن يجد ما يستخدمه الفرنسيون والأوروبيون من منتجاته أن يراها بين أبناء وطنه ، مضيفاً أنَّه التقى برئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد وفي لقاء آخر جمعه برئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء عام 2016 وقدَّم حلول لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي ، مبيّناً بوضع نفسه في قائمة الانتظار طويل الأمد خلال زيارته الدائمة السنوية إلى وطنه سورية لفترة شهر كامل لكل من يستطيع المساهمة من أفكاره ومشروعاته التي تحتاج تطبيق على أرض الواقع بالتنسيق مابين رجال الأعمال والحكومة.
في ختام حديثه الخاص لتحقيقات نيوز : “لكل من يرى بنفسه القدرة على فعل أي شيء عليه الاقدام عليه ، المحاولة به والتجربة حتَّى وان لم يكترث له احداً سيأتي يوم يرى فيه الناس الذين حاولوا اخفاقه يصفقون له بإنجازاته التي كانوا يسخروا منها.
يذكر أن الدكتور بكور قطّان متزوج من سيدة فرنسية من أصول مغربية ولديه سته أبناء ، يعشق مدينة الشهباء أصوله القديمة ويُعلِّم أبناءه محبّة الشعوب العربية وقيم ومبادئ أهالي مدينة حلب العريقة ، ويقول قطّان ما مرَّ بحدث أو تكريم أو مسابقة إلا وذكر اسم سورية ويليه مدينة حلب وينتابه شعور الفخر ويتكلّم عنها بالقليل.
