رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
عادت مدينة طرابلس إلى الواجهة من جديد بعد قرار المجلس الدستوري إبطال نيابة النائب عن كتلة المستقبل ديما جمالي في الطعن المقدم ضدها من طه ناجي.
هذه العودة لطرابلس للواجهة يعيد التاكيد على دورها الاكيد في رسم السياسة العامة للبلاد من باب زعامة نجيب ميقاتي وسعد الحريري والذين حققا عبر تمثيلهم النيابي هناك مكانة في الحياة السياسية العامة.
فلولا طرابلس لما سمعنا حتى باسم نجيب ميقاتي، ولولاها ومعها عكار والمنية والضنية لخرج المستقبل مهزوماً سياسياً بعدد نواب لا يسمح له المطالبة سوى بوزيرين في الحكومة، لا برئاسة الاخيرة ويضاف فوق ذلك 4 وزراء كما حصل.
الأكيد أن ما ذكرناه صحيحاً وهو أصلاً معروفاً ومشاع، لكن الأكيد أكثر أن هذه الوجوه السياسية لم تُبادل المدينة وأهلها بشيء، إذ أن الناظر للأبنية والشوارع والأحياء يرى مشاهد تعود لقرونٍ خلت، فلا بنى تحتية ولا تنظيم مدني ولا تجميل مناطقي وبيئي، فالبلدية والتي تُعتبر ميزاتيتها ضخمة نوعاً ما تراها غائبة عن السمع ولا تهتم سوى بما هو مضرّ بصالح الناس والمدينة، ودائماً ما كان بجد رؤساء البلديات التبريرات لاجحافهم بحق المدينة، فيما الأموال تتقاسم بطرقٍ مشبوهة.
نجيب ميقاتي ومعه سعد الحريري وكل من يتحدث باسم المدينة، يراهنون على المناطق الخارجة عن نطاق طرابلس دون رهانهم عليها، فتراهم يستثمرون بأموالهم هنا وهناك ويُحرِّمون على طرابلس اي مشروع، وحتى في المشاريع الخارجية لا يهتمون بتوظيف الشباب الطرابلسي، وكأنهم يخجلون منهم او لا يجدون فيهم المنفعة المطلوبة!
طرابلس بشيبها وشبابها قدّمت الكثير، من الدماء الى الشهداء، وتحملّت الاهمال والفساد والسمسرات والتآمر عليها، ومع هذا فالفقراء فيها والذين يُشكِّلون النسبة الاكبر غير مستعدين بعد لقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع والإتيان بمرشحين فقراء مثلهم من الاحياء الفقيرة يفهم معاناتهم ويدافع عن حقوقهم المنهوبة.
نحن نتفهّم أنّ السياسة تتحكم بمفاصل الوطن وبطرابلس لكونها جزء من هذا الكيان اللبناني الواسع، ونتفهّم ان الفقير يُصوِّت بناءًا على خيارات سياسية يؤمن بها، ولكن لا نتفهم غياب المحاسبة بالمطلق، والخوف من التغيير، في ظل موت الناس ببطئ، مستسلمين لأقدارهم والتي كتبوها بإهمالهم وتعاستهم وخوفهم من محاسبة المقصِّرين!.
طرابلس مدينة الحياة والعيش الواحد، ولا بد من ان تعود يوماً قبلة كل مواطن لبناني ومقصد الزوار من أنحاء العالم.