دمشق – خاص
طلال ماضي
جاء خريف سورية هذا العام بعد ثمان سنوات على ربيع لم يزهر لتتساقط الاوراق بصخب اعلامي غير مسبوق ببوستات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لايقاظ الصراع بين العلمانية والتدين والابتعاد عن ما يجري في الوسط الدولي من اتفاقات حول سورية وآلام المواطن السوري من الفقر والتهجير.
الصراع الافتراضي في سورية على مواقع التواصل الاجتماعي اخذ اشكالا متنوعة وصلت لحد التخوين والشتائم وتطبيق البوستات والصور والمشاركات التعليقات التي لا تنم على وعي الشعب السوري الذي نفسه استطاع بصبره وثباته تجاوز محن الحرب وعذاباتها.
وبدأت قصة الصراع الافتراضي كما قصص أخرى قديمة حدثت بأن يسحب مشروع قانون المرسوم 16 المتعلق بوزارة الاوقاف من مكتبة مجلس الشعب ويطرح على الاعضاء ليحدث الجدل الافتراضي بين العلمانية والتدين علما ان المرسوم سبقه قانون تحديد مجهولي النسب وحظي بموجة أقل واعتراض من الفيسبوكيين ليختفي اثر القانون كما بدأت اليوم تتلاشى الاصوات حول قانون الاوقاف.
ما زاد في الطين بلة الانقسام الذي حدث في مجلس الشعب بين نواب علمانيين واسلاميين وشد اللحاف في طرق معاكسة واجتزاء احاديث وطرح المشكلة على مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت بتشيير المقالات والسير دون ادراك او حتى قراءة لمضمونها بسلوك يشبه القطيع ويضع مراكز الابحاث والدراسات في حيرة حول قوة وسائل التواصل الاجتماعي ودرجة تأثيرها.
وزير الاوقاف خرج على قناة الاخبارية السورية وتحدث عن القانون في حديث اعتبره المتابع الافتراضي غير موفق لتبدأ بعدها القصص والسير والانتقاد لمن أدار الحوار ولبعض مواد القانون دون معرفة أو ادراك.
صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية وضعت النقاط على الحروف واعادت نشر حديث للرئيس بشار الاسد نشر في عام 2013 حول الطائفية والعلمانية قال فيه ..” إن أكثر الطروحات الطائفية التي نسمعها الآن لا تأتي فقط من التكفيريين المتطرفين بل تصدر أيضاً ممن يدعون بأنهم علمانيون.. نحن اليوم أمام مجموعتين تتحدثان بالطائفية.. الأولى تسمي نفسها علمانية رغم أننا قلنا مراراً إن العلمانية هي ليست ضد الدين بل هي حرية ممارسة الأديان، والثانية هي من الجهلة الذين يدعون الدين ولا يعرفون جوهره.. المهم أن الكتلة الكبرى من المتدينين الواعين لجوهر الدين لا تتحدث بالطائفية لأنهم يعلمون تماماً كما نعلم جميعاً أن الطائفية هي نقيض الدين..”
حديث الرئيس الاسد لخص الصراع الدائر ووضع النقاط على الحروف لتبرد حدة المشادات و ظهور الشيخ الشعال وتقديم اعتذاره لمن لحقه الاساءة من اجتزاء خطابه لتعود بعض التعليقات ممن قبل الاعتذار وممن رفضه.
ويرى مراقبون ان الموجة التي طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي حول مرسوم وزارة الاوقاف صبت في صالح الحكومة كونها ابعدت الفقراء والدراويش من المطالبة في تحسين اوضاعهم المعيشية وخاصة بعد التصريحات الحكومية المكثفة عن زيادة مرتقبة في الرواتب والاجور لينشغل الشارع اليوم بالتغيرات الحكومية المرتقبة وينسى لقمته ومستقبل بلده.