خاص تحقيقات
نفتح في هذا التحقيق موضوع الدروز في لبنان ، تلك الطائفة الكريمة التي تُعتبر من النسيج الإجتماعي لهذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بتنوعه وتثاقف شعبه من مختلف المذاهب والأطياف والمُعتقدات.
كثُر الحديث على الدوام عن الديانة التي يتَّبعُها دروز لبنان وهل هم في الحقيقة يتبعون الديانة الإسلامية أم المسيحية، رغم أنَّهم في الدولة اللبنانية يُسجَّلون ضمن الطائفة الإسلامية فيُوضع على إخراج قيد أي شخص ينتمي للطائفة الدرزية الكريمة عبارة “مسلم درزي”.
وقبل التطرق في الجزء الثاني للواقع المُعاش وحقيقة ما تعكسه الممارسات، سنتحدث في هذا الجزء عن أصل كلمة “الموحدون” وأصل كلمة “دروز”، وعن مسلك التوحيد والفوارق بين مذهب الموحدين الدروز وباقي المذاهب الإسلامية، ثم عن الأئمة التي يؤمن بها أبناء الطائفة الدرزية الكريمة.
“موحدون” دينياً، أي يؤمنون بوحدانية الله عز وجل ويشهدون من قبل ظهور الإسلام أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.بعد ظهور النبي محمد صارت شهادتهم أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
“دروز” تاريخياً، نسبة إلى داع إسمه “محمد نشتكين الدرزي”، وهو داع انشق عن الإسلام والتوحيد وتمادى في طغيانه حتى لم يعد الموحدون يُطيقون وجوده، فلعنوه وقتلوه. إلتبست لعنته على بعض المؤرخين، فظنوا أنهم يلعنون النبي محمد، لكن الحقيقة أنهم يلعنوا ” محمد نشتكين الدرزي”، وكذلك “علي بن الحبال” الذي تبع محمد نشتكين.
“بنو معروف” عشائرياً، وهو لقب يجمع بين المعرفة والخير والمروءة.
مسلك التوحيد
هو ليس مسلكاً إنفصالياً عن الإسلام، بل هو مسلك تعمقي يلج إلى لُب الإسلام ويسعى إلى مرتبة الإحسان في الإسلام ، فمذهب التوحيد إذاً يلج إلى المفترضات الإسلامية ويستلهم المعنى الباطني والحقيقي دون أن يغفل ظاهر هذه المفترضات.
الفوارق بين مذهب الموحدين الدروز وباقي المذاهب الإسلامية
- زواج المرأة الواحدة:
وفقاً للدروز فلا يجوز على الإطلاق وتحت أي سبب أو ذريعة الزواج من أكثر من إمرأة واحدة، إذا لا يُمكن العدل بينهما على الإطلاق مُستندين في ذلك إلى الآية الكريمة: “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم”.
- عدم إعادة الزوجة المُطلقة:
لا يجوز عند الطائفة الدرزية موضوع إعادة المرأة الطلقة إلى عِصمة زوجها على الإطلاق حيث ذلك مُمكناً عند السنة والشيعة
- التقمص:
هناك إختلاف عند الدروز أنفسهم حول موضوع التقمُّص حيث إعتبر البعض أنه من أصل الدين بينما حرص البعض الآخر على إعتباره إجتهاداً وليس إعتقاداً .
وفي هذا الموضوع يستند بعض المجتهدين الدروز للآية القرآنية الكريمة: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم” ، ويقولوا أنها واضحة لناحية أن الإنسان لا يتعرض لمصيبة إلا نتيجة لما كسبت يداه، وبالتالي ماذا جنت يد الولد الذي ولد لساعته وفيه عاهة كالعمى مثلاً، فالله عادل حتماً والولد لم يخطىء، لذلك يقول هؤلاء المجتهدون أنه هذا الولد لربما أخطأ في حياة سابقة لأن الله عادل حسب نظرتهم.
- دور العبادة: الخلوات والمجالس
الخلوات: دورها التنشئة على المسلك والصلاة، ويمكن الإنقطاع فيها لفترة زمنية للتحصيل الديني
المجالس: تشبه المسجد عن السنة والشيعة، لكن دون مئذنة ودون محراب.
الأئمة عند الدروز (المُعترف يهم)
- محمد إبن إسماعيل ابن جعفر الصادق
- إسماعيل إبن محمد إبن إسماعيل (عبد الله بن محمد)
- محمد إبن إسماعيل إبن محمد (أحمد بن عبدالله)
- أحمد إبن محمد (الحسين بن أحمد)
- عبدالله إبن أحمد(عبدالله بن ميمون القداح)
- الحسين إبن عبدالله
- محمد إبن عبدالله
- أحمد إبن عبدالله
- عبيد الله إبن الحسين( سعيد الخير الملقب بالمهدي 260-233 هجري)