Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
رئيس التحرير- محمود جعفر
يشهد لبنان حالات انتحار كبيرة، حيث وصلت حتى يومنا هذا من بداية العام الحالي إلى أكثر من مئة حالة، وهو مؤشر خطير، نسبة لما كانت عليه في السابق، حيث بات الشباب اللبناني يجد في الانتحار وسيلة آمنة للتخلص من كابوس الأيام وما يمرّ به من تجارب قاتلة
في تونس، المشهد لا يختلف كثيراً، لكن الوسيلة هي فقط من تتغير، فيموت الشباب في عرض البحر، حينما يكونوا متجهين صوب بلدان تضمن لهم مستقبل افضل، وهذا ما حصل الأحد الفائت من سقوط خمسين قتيلاً معظمهم من الشباب التونسي، الذي قرر ركب سفينة الموت والتوجه صوب السواحل الإيطالية، أملاً في إيجاد حياة افضل لتلك التي يرزخ تحت وطأتها في بلاده
الاردن، تشهد كذلك ثورة غضب ليست بالعادية، بعدما شبعت الناس حالات الإفقار التي تتعرض لها، وبعد كل محاولات تركيع الناس اجتماعياً، فثأر الشعب لكرامته وثار، حتى امتلأت الساحات بمن لا يمتلكون قوت يومهم، لكنهم يملكون حناجر تصدح، ونفوساً أبية على الانكسار، رغم كل انكسارات الحياة وظلمها
هي إذاً، نماذج عربية تُبشِّر أن الحياة في هذا الوطن العربي بات يُشكل تحدياً كبيراً، حيث انعدام المساواة وغياب العدالة الاجتماعية، وظلم الحكام وكيديتهم واسئثارهم، يضاف لذلك هذه العقلية البوليسية التي تنتهجها أغلب الأنظمة العربية، لقمع الناس، وترسيخ فكرة الخوف في نفوسهم وعقولهم، والهدف واحد، استمرار ذات العقلية في الحكم إلى ما شاء الله
الواقع العربي الهشّ، أنهى معه كل أمل بإمكانية تحقيق نهضة تلحق بالجسم العربي ككل، فكل المحاولات بائت بالفشل، لأن الهدف لم يكن يوماً تحقيق الإنماء في الأوطان العربية، بل تحقيق عنتريات على حساب الشعوب والحضارة والجغرافيا، ليس إلاّ
الواقع العربي الحالي، هو صورة نمطية عن أفكار الحكام والأنظمة السياسية وتوجهاتها، حيث تشترك أغلبها، في أنها على الشعب لا معه، تحمل سيفها بيدها، لتمارس فعل الخوف في نفوس الناس، ثم نراها تتحدث عن إنجازات، ما هي إلا بدعة، فيما هناك من ينام جائعاً، ومن يضطر لترك التعليم لاقتناء بضع نقود يؤمن بها لعائلته ثمن طعامها، ومن يعيش هاجس الخوف من المجهول، وتطول القائمة
الواقع العربي الحالي، بات يُشبه إلى حدٍّ كبير واقعنا، وحتى يتغير هذا الواقع، “يخلق الله ما لا تعلمون
