رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
سنعيدكم بالتاريخ قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى بداية موجة الاحتجاجات في المغرب في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، بعد وفاة بائع سمك يدعى “محسن فكري” سحقا داخل شاحنة قمامة بينما كان يحاول استعادة سمكه الذي صادرته الشرطة
حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري أثارت إنتقاماً من الناس على السلطات المحلية المغربية، التي ما تصرَّفت إلا بمنطق القوة والإستهتار، بحق أبناء شعبها، خاصة ممن يسعون منذ شقّ فجر النهار وحتى ساعات متقدمة من الليل، بحثاً عن سبل تأمين قوت يومهم، فيما هناك من الساسة من إذا جمعنا فقط ما يرمونه من فضلات طعام في النفايات، لأطعمنا عشرات العائلات المحتاجة والفقيرة منها
ناصر الزفزافي، الشاب الثلاثيني الذي قرر أن يثور على واقعه الاسود وظروف بلده القاسية، فاستطاع أن يُلفت الإنتباه وضمائر الناس، أنَّ هناك حقاً ظلماً كبيراً، كما هزّ بنبضات صوته عرش المسؤولين، الذين قرروا الإنتقام منه أشد إنتقام بقرار سجنه 20 عاماً، بتهمة التحريض على وحدة وسيادة المملكة المغربية، وهي إتهامات لطالما اشتهرت بها عدد من الانظمة في العالم العربي
ناصر الزفزافي ومن سُجن معه ومن سبقه ومن سيلحقه، هم ضحايا أنظمة عربية، إنتهجت سياسة تجويع الناس وتشريدهم داخل أوطانهم، وعلى هذا المنوال سنستمر، إلى أن يسطع نور الحق يوماً، وينتصر، وننتصر