رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
بات الجسم السياسي في لبنان، وكأنه يحكم نفسه بنفسه، فيحلو له أن يفعل ما يريد، فيُشرِّع مواداً لصالح جيوبه، ويحجب ثقته عن مشاريع تمس في مصلحة الناس كما حصل في ملف ادوية السرطان التي تحول النقاش بها إلى حفلة جنون على حساب مرضى السرطان والذي ازداد عددهم ويزداد حتى بات لبنان سابق عصره في أعداد المصابين بهذا المرض الفتاك، بفعل ما عشناه ولا زلنا من انتشار عشوائي للنفايات، فضلاً عن دخان المصانع وتلوث مجرى الانهار من الليطاني وغيرها، هذا ولم نأتي على ذكر شواطئنا الممتلاة بالنفايات والأوساخ، وهناك تقارير كثيرة صدرت في هذا الشأن عن نسبة تلوث مياه البحر.
في الموضوع الإقتصادي يعيش الساسة حلم مؤتمر سيدر ويوهمون الناس أنه بعد تشكيل الحكومة ستتدفق المليارات صوب الداخل اللبناني مما جناه لبنان من منحاً وقروضاً من سيدر، ولكن تتجاهل هذه الطبقة العفنة أن عليها وضع الخطط الإستراتيجية لكيفية استخدام هذه الأموال والتي لم تمنحها الدول للبنان سوى على شكل دفعات، بعد تقييمها لنتائج ما سبقها من مراحل، مما يجعلنا نعتقد مجدداً أن هذه الاموال وعلى اعتبار حصل عليها لبنان كاملة، فهي ستذهب على نفقات يُبدع الجسم السياسي في تفصيل بنوداً لها، لتبقى الساحة الداخلية غارقة في المتاهات، والوضع الإقتصادي نحو مزيداً من الإنهيار، من دون أن يتّحد الشعب صوب إعلاء صوته، سوى من وراء الشاشة عبر مواقع التواصل الإجتماعية، التي باتت وسيلة وحيدة للناس للتعبير عن امتعاضها، فيما الفقر أكلها ويبدو أنه أفقدها صوابها ورُشدِها.
ولقد قالها إبن خلدون يوماً: “إذا رأيتَ الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة، كمن يساق للموت وهو مخمور.