حوار ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
إناس الشامي
بدأ حياته الفنية كموهبة على مسرح المدرسة إن من خلال التمثيل أم من خلال الإلقاء الشعري الذي نال المرتبة الأولى بالمسابقات بين المدارس، وهذا ما جعله يثابر ويصمم على التحدي ويتخصص في مجال التمثيل والمسرح.
بعدها شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية.
ذكي في اختيار أدواره، يعلم جيدا كيف يجعل المشاهد يتعايش معه بما يقدمه من شخصيات.
إنه الممثل اللبناني أسامة العلي، وكان معه هذا اللقاء…
- أسامة العلي، عرفنا عن نفسك، وكيف كانت بداياتك؟
أنا من مواليد العام 1978، درست مسرح و في نفس الوقت إدارة الأعمال بالجامعة اللبنانية الأميركية و تخرجت سنة 2001.
فضولي الفني رافقني من المدرسة حيث بدأت بمسرح المدرسة و حزت على المرتبة الأولى أيضا بإلقاء الشعر بين المدارس في لبنان سنتين متتاليتين مما زاد من تصميمي على صقل موهبتي بكل الطرق المتاحة.
لم يكن دخول مجال الفن من الأفكار المقبولة جدا في عائلتي، مما فرض علي دراسة إدارة الأعمال بالإضافة إلى المسرح و طبعا لست نادما لإني استفدت كثيرا من الجهتين.
بداياتي الإحترافية بدأت على مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية حيث شاركت ب25 مسرحية طلابية و محترفة و من هناك تم انتقائي لبداية أعمالي التفزيونية مع منتج و الكاتب مروان نجار حيث و على مدى 5 سنوات شاركت بأعمال كثيرة مثل:
تفاصيل عنها:
من أحلى بيوت راس بيروت (الجزأين)
حصاد المواسم
فيلم مشوار
صارت معي
لكني بعد ذلك تركت لبنان لفترة حيث كان تركيزي على نوع آخر من الفنون و هو كتابة أفكار الإعلانات في دول الخليج، لكني كنت أجد نفسي أنجذب مجددا إلى الشاشة حين يصادفني دور يتحدى شغفي للفن فعدت و شاركت بمسلسل تاريخي سوري ضخم بدور معقد و جميل مع المخرج نجدت أنزور في سقف العالم، كي أسافر مجددا و أتقن فن التواصل و أمارس تدريب تقنيات التواصل و كتابة الإعلانات في الخارج إلى أن عدت من جديد مصمما أن أعيش شغفي للفن كأولية في حياتي في أدوار تصقل موهبتي أكثر و تغذي شغفي، فشاركت بمسلسل تاريخي من إخراج عمار رضوان وهو قيامة البنادق حيث لعبت إحدى الأدوار التي أحببتها جدا، ثم شاركت بمسلسل ملح التراب و من بعدها عدت إلى المسرح بدور سرحان سرحان في مسرحية “لماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرجالله الحلو في ستيريو 71”.
- هل تجربتك وخبرتك تخول لك فرض شروط معينة في تفاصيل المسلسل؟
برأيي إن تجربة الممثل بالإجمال (إن كان على مستوى عال من الإحتراف) تخوله أن يكون له الحق بإبداء رأيه بما يساعد الشخصية أن تخدم النص ككل و ليس فقط بشكل خاص، ولكن بالتأكيد دون أن يتعارض ذلك مع فكرة الكاتب و رؤية المخرج.
أما بالنسبة لي فلا أحب تصنيف نفسي بل أفضل أن يتم تصنيفي على أساس العمل الذي أقوم به بوقته.
لكني بالتاكيد أتحدث مع المخرج حول رؤيته للشخصية و الخط الدرامي لها و ذلك كي نستطيع خدمة النص بشكل أفضل من حيث الأداء و فهم الشخصية، وهذا لا يتطلب احترافا عاليا إنما رغبة أن أتقن عملي بكل تفاصيله لأنه بالتفاصيل نستطيع أن نخلق الشخصيات أكثر من الخطوط العريضة، وهذا رأيي الشخصي طبعاً.
- ما رأيك في الدراما اللبنانية هذا العام من خلال ما عرض في شهر رمضان؟
ما قد يعجبني بالأعمال قد لا يعجب غيري و العكس صحيح، وذلك يعتمد على الذوق وما يستهويه الشخص، بالنهاية الجمهور هو الحكم الأهم إذا تأمن له أعمال تتنافس على الإبداع بالفن.
ما أراه هو أن الدراما اللبنانية دائما تحاول أن تنفض الغبار عن نفسها بالدعم و الأدوات المتوفرة لها و هذا جدير بالإحترام، ولكن هذا لا يعني بأن كل الأعمال المحلية التي عرضت يمكن إن تُصنف بالناجحة(من الناحية الفنية و الإنتاجية و الإخراجية) لكن يمكنني أن أقول أن الفن وجهة نظر.
أفرح حين أتابع عملا لبنانيا متقنا من كل النواحي، وفي خضم كل تلك الأعمال التي نراها، يبرز القليل من الأعمال المتقنة مع أنه لا ينقصنا في لبنان لا الموهبة ولا التقنية العالية ولا الأفكار إنما في بعض الأحيان ينقصنا أن تجتمع كل تلك العوامل في عمل واحد بين كاتب و مخرج و منتج و ممثلين كي يكون العمل متكامل.
- شاهدنا لك عمل يتكلم عن بيئة معينة..كيف كانت تلك التجربة؟ وهل تكررها إن عرض عليك عمل مشابه؟
تجربتي في قيامة البنادق كانت من أهم و أجمل التجارب لي.
ففريق العمل بالكامل كان متناسقا و متجانسا على كل الأصعدة، بين شركة الإنتاج (مركز بيروت الدولي) والمخرج عمار رضوان الذي كان على مستوى من الإحتراف في كل التفاصيل بشهادة جميع العاملين من الإنتاج إلى التقنيين إلى الممثلين.
فكنا فريقا واحدا رغم صعوبات الطقس و الوقت فتمكنا من خلق جو من التناغم يشدنا يوميا أن نعود إلى موقع التصوير، كما أن العمل مع الأصدقاء المحترفين ساهم كثيرا في إنجاح العمل.
- في عصر الإنتشار والفضائيات، هل خفّ وهج الحلم السينمائي؟
صحيح بأن هناك انتشار واسع للفضائيات ولكن هذا لا يؤثر على وهج السينما، بالنسبة لي المسرح له مكانة مهمة لدي ولا يرتبط ابدا بالتلفزيون والسينما ايضا لها مكانة فانا لا افضل شيئا مقابل شيئا، فلكل منهم طريقة بالتوقيت وبتحضير المشهد وكيفية الشخصية فنحن يهمنا أن نولد شخصيات وأن نعبر عن الفن بافكار جديدة.
فإن أردنا أن نفكر تجاريا فالمسلسلات لها وهجا خاص وسرعة انتشار للمشاهدين، أما فنيا فالمسرح والسينما لا يحل مكانهم شيئا.
بالنسبة لي أي شخصية تعرض عليي لاؤديها وبالطبع اذا أحببت الدور فليس لدي مشكلة بأي اتجاه سألعبها إن من ناحية المسرح أو سينما او التلفزيون.
- هل فكّرت بشخصية تاريخية تمثّل سيرتها الذاتية؟
أود أن ألعب الكثير من الشخصيات، لكني لا أحب ان أتبنى شخصية وأعشق لعبها قبل أن تصبح واقعا، وقبل أن يتم اختياري للعبها لأني لا أحب أن أتعلق بفكرة قد لا تكون لي.
بشكل عام أحب الشخصيات التي لديها ماضي في النص والتي تكون معقدة رغم بساطة ردات فعلها، و أسعى دائما أن أغوص عميقا بخلفيات أي شخصية أقرأها كي تتمكن تلك الشخصية أن تستحوذ جسدي بشكل كامل.
- أخبرنا عن كيفية تحضير نفسك للشخصية التي ستؤديها في العمل؟ وكيف تكون في جهوزية لآدائها؟
أحاول دائما تطوير نفسي كي أكون مستعدا لكل و أي خصال قد تملكها الشخصية التي أحاول تجسيدها، فأنا أجيد الرقص اللاتيني و حتى الغجري قليلاً كما أجيد الغناء و ذلك كي تكون كل قدراتي جاهزة أن تستقبل شخصية جديدة مهما كانت متطلباتها.
- رد صريح لما يأتي:
من أنت بعيداً عن الفن؟
لم أكن بعيدا عن الفن في حياتي، فأنا أمزج الفن في كل لحظاتي، وليس ضروريا أن يكون بالتمثيل.
فأنا أرى الحياة لحظات من الفن نعيشها دون تكلف أو تصنع إن استطعنا، فكل لحظة هي لوحة تنتظر أن نرسمها، فإما أن نتركها فارغة و إما أن نرسم ما استطعنا و بكل شغف، مهما كان الشغف، فبين عملي الآخر في كتابة أفكار الإعلانات و تدريب فن التواصل و التمثيل يبقى الأوقات التي أتواصل فيها مع الأصدقاء و سماع الموسيقى و الكتابة و الرياضة و بعض من الرقص اللاتيني مما يعني أني حين أكون بعيدا عن الفن أكون أقرب إليه.
من هو صديق وحدتك؟
صديق وحدتي هو بالطليعة نفسي، فقد تعلمت كيف أتآلف مع نفسي و أقبلها كما هي كي تكون خير ونيس، فقد أكون بين أصدقائي معظم الوقت و أيضا أختار أن أكون وحدي في أوقات أخرى، و هذا ضروري و صحي كي يستطيع الإنسان أن يفهم نفسه و يحبها أكثر و بالتالي يحبها الناس.
ولكن للإشارة فقط هناك أصدقاء في حياتي أحسد نفسي عليهم، فقد حصدتهم خلال السنين و أحب وجودهم لأننا ندعم بعضنا البعض دون حساب و نكنّ لبعضنا كامل الإحترام.
البعض أقرب من الآخر و لكن لكل منهم مرتبته في حياتي.
ما أكثر ما يضحكك؟
أضحك من قلبي على الكثير من الأمور و القليل يبكيني و أبحث دائما عن أسباب الفرح مهما كانت الظروف لكن أحيانا من الضروري الرضوخ قليلا للحزن كي لا يكون تأثير نكرانها أقوى.
بالإجمال أنا كثير التفاؤل لإننا نستحق أن نعيش ونحن لا زلنا أحياء.
- ما جديد أعمالك؟
بعد مسرحية “لماذا”، أشارك الآن في مسلسل “ثورة الفلاحين” لشركة إيغل فيلم للمخرج فيليب أسمر و الكاتبة كلوديا مرشيليان، كما أنه يتم التحضير لمسلسل آخر في أول السنة لا تزال تفاصيله قيد الدرس.
كما أنوي السفر إلى مصر لدراسة مشروع يتم التحدث عنه في الوقت المناسب.
- كلمة أخيرة..
في النهاية أود أن أقول أن الفن بكل أشكاله عبر السنين كان دائما بوابة لمعرفة و دراسة ثقافة و حضارة و تاريخ أي بلد، فهو يعكس قناعاتهم و ثقافتهم و يفتح المجال لباقي العالم أن يتعرف على تلك المجتمعات.
كما أنه يضع إسم البلد على خارطة أذهان الناس فيصبح مقصدا لهم لذا علينا الحرص أن نقدم أعمالا و فنونا تعكس واقعنا بشكل احترافي لأننا سنحاسب لاحقا على الصورة التي نعكسها عن أنفسنا الآن.
والشكر كبير لك ولأسرة شبكة تحقيقات على هذا اللقاء الجميل.