المخرج الكبير علي بدرخان:عيني على مصطفى البرزاني والبدرخانية وضعوا حجر الاساس للاعلام الكردي.
“الكرنك” تطرق للاستبداد وعبد الناصر وصف الاكراد بـ”خوذه الامان”.
لهذا السبب طلق والدي احمد بدرخان المطربة اسمهان!
جورج كلوني الانسب لدور البرزاني بعد رحيل انطوني كوين.
البدرخانية ناضلوا من اجل الاكراد ويكفي ما عانوه من اضطهاد.
حوار: إبتسام غنيم
علي بدرخان اسم اشهر من نار على علم في عالم الاخراج السينمائي خصوصا انه صاحب بصمة ورؤية فنية متفردة بشخصيته الاخراجية المتميزة مثل مثل أفلام “الكرنك”، ،”الجوع”،”الحب الذي كان”، “الرجل الثالث”، “الرغبة”وغيرها، هذا بالاضافة الى انه ابن اهم رائد بتاريخ السينما المصرية وتأسيسها وهو المخرج الكبير احمد بدرخان، وبالتالي كان زوجاً للسندريللا سعاد حسني لمدة 11 سنة وحتى بعد الطلاق ظلت الصداقة بينهما قائمة وقدمها بآخر افلامها “الراعي والنساء” الذي حمل توقيعه، وهو اليوم يحلم بتقديم عمل عن البطل الكردي مصطفى البرزاني وعن نضاله وثورته.. معه بالقاهرة كان هذا اللقاء الحصري.
- غبت عن الاخراج منذ سنوات هل المناخ الفني لم يعد يناسبك؟
لا ابداً، الفترة التي غبت فيها كنت خلالها ابحث عن موضوع مهم اطرحه بالسينما، اذ ليس بعد كل هذه النجاحات والانجازات أقدم عملاً لمجرد التواجد، وتعلمين جيداً أن اسمي لم يبرز من فراغ بل من تعب وجهد وطرح موضوعات تهم المشاهد، لذا ما اريد ان اقدمه للجمهور ربما لا يفيد الجهات الانتاجية من الناحية المادية، حيث ان اغلبها صارت تجارية، وانا لي رؤيتي الخاصة والمميزة.
- تتعمد التوجه للنخبة علماً ان النبض الشعبي مهم؟
والله لا أفرق بين النخبوي والشعبي، توجهي للجمهور الذي يفهم افلامي ومضمونها، والحمدلله تاريخي يشهد للنجاحات التي احرزتها افلامي على المستويين النخبوي والشعبي مثل “الكرنك”، “شفيقة ومتولي”،”اهل القمة”،”الجوع”،”الرغبة” وغيرها.
وكلها لها بصمتها الراسخة بذهن الجمهور، اليوم الموضوع اختلف بحيث ان الرأسمال يبحث عن موضوع يثير ضجة ويفرز اموالاً اضعاف الانتاج.
- لكنك من عمالقة المخرجين وبإمكانك تغييّر تلك الرؤية؟
صحيح، لذا احاول بكل جهدي ان اوفق اختياراتي مع اختيارات الانتاج، وأكرر اني ارفض تقديم اي فيلم لمجرد التواجد لسبب ان اسم علي بدرخان لم اصنعه من فراغ.
- أعلنت أنك بصدد تقديم عمل عن الملا مصطفى البرازاني؟
طبعاً ، في نيتي إخراج فيلماً عن هذه الشخصية الوطنية التاريخية الملا مصطفى البارزاني، وتعلمين جيداً اني انحدر من من أصول كردية، وجدي خورشيد باشا وقف الى جانب المصريين ضد الاستعمار التركي، ووالدي المخرج احمد بدرخان من كبار المخرجين بالسينما المصرية ابان القرن الماضي، وفيما خص مشروع فيلم مصطفى البرزاني، فيهمني ان يكون الانتاج عاليا والعمل يرتقي بقيمته إلى نضال الشعب الكردي ورموزه ومن خلاله يشار إلى تأكيد الهوية الثقافية والقومية للشعب الكردي السمة الأساس في حق الشعب الكردي في حقه بتقرير مصيره.
- من ترشح للقيام بدور مصطفى البرزاني؟
جورج كلوني هو الانسب، بعد رحيل انطوني كوين وعمر الشريف، والفيلم سيحمل عنوان”ابطال الجبال”.
- عائلة بدرخان ناضلت من أجل حقوق الشعب الكردي؟
ولنا كل الفخر بذلك، ونحن آل بدرخان اول من انشأنا صحيفة كردية ترأسها مقداد احمد بدرخان، ما يعني انه وضع حجر الاساس للاعلام الكردي، والهدف منها تثقيف الشعب الكردي والانتباه لحقوقه القومية، اذ يكفي ما عاناه من الظلم والاضطهاد عبر عقود طويلة من الزمن.
- الزعيم عبد الناصر كان يؤمن بالقضية الكردية؟
صحيح، وكان يصف الاكراد من انهم خوذة الامان للوطن العربي، و مصر كانت مكانا للمناضلين الكرد في كل الازمنة وليس غريبا ان لا يشعر الكردي بالغربة في مصر فهي البلد الذي احتضنت بحرارة السياسيين والمثقفين الكرد الى جانب احتضانها لاول صحيفة كردية.
- هل زرت كردستان؟
طبعاً وهي بلد جميلة وشعبها رائع، ودائماً ما يزورني في مصر أكراد على صداقة وطيده معهم، وبشكل عام ارى ان الشعب الكردي الثائر المستقبل كله له،لنهم اصحاب ايمان وعزيمة قوية تجاوزت كل الازمات.
- جلادات بدرخان من أهم الكتاب؟
طبعاً، فهو ابن السياسي والمثقف امين بدرخان، ومتعمق بالادب واللغة الكردية، وكان كل همه نصره شعبه، واتجه للعمل بالاعلام لتسليط الضؤ على القضية الكردية، واصدر مجلة الصرخة من سوريا وهي الاولى والرائدة على صعيد كردستان وكانت حينها باللغة اللاتينية، بعدها اطلق بعض الصحف والمجلات مع شقيقه كاميرون بلبنان وسوريا مثل مجلة”روناهي”،ومن اهم مؤلفاته”الف باء دمشق”، ،”المولد النبوي”،”القواعد الكردية الفرنسية”،”اعرف نفسك بالكوردية” و”كتاب سينم خان” وغيرها الى جانب اعداده قاموسا كرديا علما انه كان يتقن عدة لغات مثل الالماني، العربي، الفارسي، الفرنسي، اليوناني والانكليزي، الروسي، والكرديه.
- بالعودة الى الفن هل جرأتك وواقعيتك هي سر نجاح “الكرنك” حتى هذه اللحظة ؟
هذا الفيلم له مكانة كبيرة بقلبي، اذ لم اقراء قصته التي صاغها الكاتب الكبير نجيب محفوظ لكن في الوقت عينه كنت اريد تقديم عملاً بنفس المضمون ومن محاسن الصدف اني قرأت القصة في الصحيفة وعلى الفور ذهبت الى الاستاذ نجيب محفوظ واشتريت منه القصة، واذكر حينها ان ممدوح الليثي كان متحمساً لانتاجه لولاه لما خرج “الكرنك” الى النور، كونه كان يتطرق الى الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الاعلامى الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصرحيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي يتم اعتقالهم من دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى “الكرنك” الذي عُرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحيانا لنقد الثورة، وفي المعتقل يتم تعذيبهم واجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم اجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام.
- إعترضت على ظهور شخصيتك بمسلسل “السندريللا” عن حياة زوجتك النجمة سعاد حسني؟
فعلاً، انا قيمة فنية وسعاد حسني قيمة كبيرة ايضاً، والعالم العربي يشهد بذلك، واذ بالمسلسل يتطرق لحياتها ويركز على النميمة وقصة حبنا وزواجنا وطلاقنا، وتم خلط العام بالشخصي وتجاهلوا بريق السندريللا التي هي اسطورة كاسحة، اذ بنت مجدها بالتعب والدموع والجهد واستغلوا تاريخها المشرف لمجرد تقديم عمل فني “مبهبط”،وهذا العمل ظلمها لانهم غيبوا شخصيتها الحقيقية وقيمتها الفنية، كما اني ضد التطرق الى حياة الفنان الشخصية، وعموماً سعاد حسني ليست بحاجة لمسلسل لان تأثيرها لازال في قلوب ووجدان الجمهور.
- لكن الفنان حق عام؟
“اوكي” انا معك في ان الفنان حق عام لكن ضمن حدود الفن وليس العلاقات الشخصية ولا مانع ان يناقش آرائي ووجهات نظري، وبالنسبة لي انا ضد السير الذاتية التي تُجرح بالناس، يعني مثلا السيدة صباح كانت نموذجاً للجمال والصوت الجميل والاناقة وقدوة لكل السيدات فهل يعقل تشويه صورتها بعمل فني؟ طبعاً لا اوافق، ويهمني ان اوصل رسالة لقيمتها الفنية بصرف النظر عن اسرارها الشخصية، ولو اضطر الامر لا مانع من الايحاء والمرور بشكل عابر على الامور الشخصية بشرط ان لا تكون محور المضمون الاساسي وهو القيمة الانسانية والفنية.
- كمسلسل ام كلثوم؟
أنا ضد تناول الشخصيات العامة سواء الشحرورة صباح او حتى كوكب الشرق ام كلثوم اذ في هذا التناول لا بد ان يقع القصور ومن هنا سيأتي العمل مرتكزاً على جماهيرية الشخصية المعنية بالموضوع وسيكون الفشل حليفه، لكن لو طرحت الرؤية حول تلك الشخصيات العملاقة لتكون رسالة وقدوة من هنا قد ينجح العمل.
- لم تعترض على ظهور شخصية والدك المخرج الكبير احمد بدرخان في مسلسل “اسمهان”؟
أبداً، لان ارتباطه بها كان لفترة قصيرة وعلى فكرة صناع العمل لم يسألوني عن موافقتي عن ظهور والدي، ولم يكن بالعمل اية اساءة لوالدي،(يصمت ويضيف) هل تعلمين كيف تزوجا وانفصلا؟ والدي اعجب بها واحبها جداً اثناء تصوير فيلم”انتصار الشباب” حيث انه كان صديقاً مقرباً من الموسيقار فريد الاطرش حتى اخر يوم من عمره، واذكر ان الاخير كان يحتفل بعيد ميلادي كل عام وكنت احبه جداً، يعني صداقته بوالدي لم تتزعزع حتى بعد طلاقه من اسمهان التي ارتبط بها واحبها، وتفاجأ انها مُسرقة جداً علماً ان والدي من اصحاب الاملاك، لكن اسرافها كان الى حد التبذير وكان يأتيه اصحاب المحلات بفواتير باهظة من مشتريات كانت تشتريها يومياً، ونبهها لهذا الامر مراراً وتكراراً لكنها لم ترد عليه وتفاقمت خلافاتهما بسبب هذا الامر وحصل الطلاق لكن بقيت صداقته وطيدة بفريد الاطرش.