في شوارع “بيروت”، اعتاد الناس رؤيته وهو يبيع المناديل الورقية (المحارم)… ولكن في هذا اليوم تفاجأوا به يحمل كرتونة يعرض فيها كليته للبيع مع رقم هاتفه وفئة دمه، مبرراً… “أنا لبناني بدي عيش”!
قالها من قلبٍ موجوع، بعدما وصل الحال بالشعب اللبناني كل الشعب اللبناني لأن يشحذ على الطرقات، لأن يعرض كليتيه وأثاثات منزله، علّه بذلك يأكل بعضاً مما بات عاجزاً عن تأمينه.
فحتى ربطة الخبز باتت حلماً لعائلات لبنانية كثيرة، في ظل ضائقة اقتصادية خطيرة لم يُدرك المسؤولون معناها وخطورتها، ذلك أنهم يعيشون في عالمهم الخاص حيث البذخ والولائم والسفرات، وكل ذلك من خزينة عامة باتت متهالكة، على حساب حق الناس في الدواء والاستشفاء والخدمات الاجتماعية.
ويطالعنا المسؤولون بحفلات تكاذب من خلف الشاشات، يضحكون على الناس بأرقام واحصاءات عن استقرار الاوضاع المالية والنقدية، ويتحدثون عن معالجة الفساد، فيما أن وجودهم هو الفساد بأمِّه وأبيه.
فوصولهم بأغلبهم كان بنتيجة استغلالهم للناس، بعد حربٍ أهلية أكلت البلد لكنها أطعمتهم هم سلطة ووجاهة ومليارات، أمّا من أتى من أحزاب نشأت بعد الحرب فاستغلت المواقع وكانت اسوأ من أحزاب الدم.
في المحصلة، نحتاج لحراك فكري واسع، لازاحة تلك السلطة الفاسدة من درب الوطن.