رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
ليس من المبرر تحت أي ظرف، أن تتحول كليات الجامعة اللبنانية لمقرات حزبية لأيّ فئة كان، فهي جامعة الوطن وكل لبناني يريد أن يحصل على درجات تعليمية عالية بعيداً عن أجواء التعصب الديني والسياسي والحزبي والمناطقي، دون محاولات استفزازه أو حتى إجباره على التكيف مع الشواذات، في جامعة من المفترض أن تكون حاضنة لكافة أبنائها.
لكن، ما يجري في لبنان أن كل فرع من فروع الجامعة اللبنانية يتلوّن بحسب طبيعة الموقع الجغرافي، فنتحول أمام كنتونات جديدة بغلاف العلم، ليعيش معها الطالب هاجس الخوف والقلق، وهاجس إجباره على التكيف مع شواذات في القاعدة، على حساب رسالة التعليم العالي.
ما يجري في كليات الجامعة اللبنانية- الفرع الاول، مثال على هذا الإعوجاج الخطير، حيث تتزين جدران بعض الكليات بشعارات دينية وحزبية، المسؤول عنها ليس الحزب بل إدارة الكلية ومن خلفها رئاسة الجامعة، على اعتبار أنه لا يجوز ترك الأمر للقواعد الطلابية ومجالس الكليات بإختراق القانون، ولو كانوا جميعاً من ذات اللون والخط الديني والسياسي، بل وجب عليهم وعلى مدراء الكليات بالتالي، احترام القوانين وعدم ضرب آخر معاقل التعليم العالي بهذه الطرق الدنيئة والرديئة والبشعة.
ليس المطلوب سوى أن تكون الجامعة اللبنانية صرحاً تعليمياً رائداً، ومن غير المسموح وضع اي تبريرات لوجود هذه الشعارات، ففي ذلك اهانة لمن وضعها قبل غيره، ولنترك جامعة الوطن لكل أبناء هذا الأخير، ولنعود ولو قليلاً لرشدنا وصوابنا.