ككل عام وموسم شتاء ، يعيش أهالي المناطق الجبلية كما وتلك المرتفعة عن سطح الأرض ، فضلاً عن بلدات ساحلية عِدَّة موجة صقيع وأجواء شتوية عاصفة ، حيث يضطرون لصرف مبالغ مالية كبيرة لقاء شراء المازوت وقناني الغاز من أجل التدفئة ، دون أن يكون لهؤلاء من عناية ولو محدودة من جانب الدولة فقط في هذه الفترة من السنة.
تعيش تلك العائلات حياة مرغمة مع البرد ، من دون تمكنها جميعاً من شراء المازوت وحتى عيدان الخشب للتدفئة ، هذا دون أن نتحدث عن افتقار البعض منها للمواد التموينية الكافية لسد احتياجاتها الحياتية من الغذاء لتأمين قوت أيامها ، وعين الدولة ليست على الدولة ، وهي أصلاً ليست على أي مواطن لبناني ، عينها فقط على سرقة المالية العامة ومقدرات هذا البلد ليس إلاّ.
البلديات المعنية مباشرة باحوال ابناء بلداتها ، هي الأخرى تدر ظهرها عن احتياجات الناس خلال هذا الطقس العاصف ، فتراها تفتخر ان عناصرها انقذت مواطناً في سيارة هنا ، وساهمت في فتح الطريق بالجرافات هناك ، من دون ان تُدرك ان داخل البيوت عائلات تعيش المعاناة وجب مساعدتها وهم اعلم الناس بأحوالهم.
في الدول التي تحترم نفسها وشعبها ، وسوريا الشقيقة والأقرب جغرافياً علينا خير مثالٍ على ذلك ، حيث تقوم المجالس المحلية هناك بتوزيع قوارير الغاز والمازوت مجاناً على العائلات على مدار العام ، وليس فقط في موجات الصقيع ، ومع هذا فسوريا دينها العام يساوي صفر في المئة ، على عكس لبنان الغارق في ديونه الداخلية والخارجية ، مع المفارقة أن الخدمات في لبنان الأرز معدومة والضرائب تتصاعد بشكل تدريجي لتمرير خدمات سياسية وشخصانية ، على حساب صورة دولة مهترأة وشعب تعيس.