Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
كتب| د. حسين المولى
إستوعبت إسرائيل الضربة الإيرانية عبر التقليل من حجم الدمار الذي لحق بها جراء هذا الإستهداف، مع إعلان الجانب الإسرائيلي أن 90% من المسيرات والصواريخ قد تم إسقاطها قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، هذا الإعلان هو مقدمة لنزول إسرائيل عن الشجرة، وبالتالي هي لن ترد على إيران، مع رفض أمريكي لرد إسرائيلي على إيران لئلا تجر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة خاسرة بالنسبة إليهما.
و في قراءة هذا الهجوم، ملأت المسيرات والصواريخ الإيرانية سماء المنطقة في الوقت الذي وجهت تحذيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستستهدف معسكراتها في المنطقة إذا ما ساعدت إسرائيل في ضرب إيران، كذلك حذرت الدول المحيطة بها من استخدام مجالاتها الجوية في أي عملية إستهداف إسرائيلية.
هذه المسيرات وضعت قواعد اشتباك جديدة في انعطافة استراتيجية واضحة في السياسة الإيرانية، أرض مقابل أرض، وإذا ما تمادى الإسرائيلي في رده، سنكون أمام حرب واسعة في المنطقة، وقد أظهر هذا الهجوم أن الكيان الإسرائيلي غير قادر على حماية نفسه دون كيانات رديفة حليفة.
فلولا التدخل الفرنسي والبريطاني والأمريكي لكانت إسرائيل بكامل جغرافيتها أهدافاً سهلة لهذه المسيرات خاصة أن نجاح المنظومة الدفاعية لإسرائيل في أحسن الظروف يصل إلى 70%، ما يعني أن قسماً كبيراً من الصواريخ والمسيرات سيصل إلى أهدافه المحددة، و يذكر أن حزب الله لم يقم بعملية إشغال للقبة الحديدية في الشمال، ما يُفهم أن أيران لا تريد التصعيد المفتوح مع الكيان.
وقد كانت عملية الإشغال بالمسيرات الإيرانية ناجحة في النقب، حتى وصلت الصواريخ الإيرانية إلى الهدف، وهو ضرب القاعدة الجوية التي كانت منطلقاً لضرب قنصليتها في دمشق.
إذاً نحن أمام معادلة جديدة في المنطقة، أن مقولة القوة الإسرائيلية أو التفوق العسكري الإسرائيلي بدأت بالسقوط في 7 تشرين، وسقطت كلياً مساء 13 نيسان، وأن الرسائل الجوية الإيرانية وصلت للجميع، فهدفها ليس التدمير، ولكن تعريف الجميع على قدراتها، وسيكون له أصداء إقليمية ودولية، وستكون إيران فيه اللاعب الإقليمي الأبرز.
على أن إسرائيل ستسعى إلى تحالف عربي إقليمي لمواجهة إيران، خاصة بعد الإستماتة الأردنية يإسقاط المسيرات الإيرانية وقبلها اليمنية، في خطاب الود الصهيوني الأمريكي، ولكن برأيي فإن الرسائل الإيرانية ليل أمس ستؤتي أكلها في الخليج العربي، ولن يبصر هذا التحالف النور.
