رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الأعلامية
مكتب بغداد
وكأنّ رجال (كلمة لم تعد على قياسهم) الشرطة والأمن في العراق انسلخوا عن شعبهم، وقرروا ان يصطفوا إلى جانب الدول الخارجية التي لطالما وجدت في العراق ملاذاً لإعلاء شأنها ونفوذها، فخرجوا شاهرين سيوفهم في وجه الفقراء والشبان والشابات في مشاهد قتلٍ علنية لم نشهد لها مثيل سوى في حكايات التاريخ ومعارك قد مرّ على وقعها آلاف السنين.
الشعب خرج للمطالبة بحقه في الخبز والحرية، آملاً أن تعود العراق لسابق عهدها من التطور ونسب التعليم وغياب الحرمان واكتساب الحقوق ونيل المكتسبات والعيش الكريم، فلُقي بوحشية مفرطة، وكأنهم غزاة أرادوا احتلال الدولة، تلك الأخيرة التي لم يبقى منها ولا فيها سوى الفساد والمفسدين وتجار البلاد والعباد وبائعي الوطن لهذه الدولة وتلك، ولم يبقى فيها سوى آراء ما يسمون انفسهم (مرجعيات دينية) كانوا سبباً في إرجاع العراق إلى ما قبل العصر الحجري واعتقدوا أنهم يستطيعون كسب ودّ الناس وعاطفتهم عبر زرع الأحقاد الغرائزية وسياسة التشبيح الديني.
الشعب خرج لإخراج كل تلك العقول الحقودة والنفوس المريضة، وليعيد لعراقه بعضاً من الحياة التي لم يعد يشعر بها، وليزيل هذا الاحتلال الفكري والثقافي وحتى الميداني لدولٍ قررت أن تحتل بلدهم عنوةً عنهم، وكأن هذه الارض سائبة ليس لها وعليها من يحميها.
الشعب خرج ليبحث عن قوت يومه المفقود، عن كسرة خبزٍ حُرم منها قصداً، عن مقعدٍ دراسي بات الجلوس عليه حلم، عن حياة تشبه الحد المعقول من الحياة، ولهذا فقد جُوبه بالنار والبارود والضرب والعنف والشتيمة من عناصر أمنية وقحة ومفسدة وشيطانية وغوغائية سيلعن التاربخ ذكرها ووجودها والآتين بها ومشغليها.
الشعب خرج .. ولن يعود إلا منتصراً أو شهيداً.