رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
القسم السياسي
مقابلة يمكن وصفها ب الذكية لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، فمن حيث الشكل كان هادئاً ومدركاً قيمة مفرداته وما ستتركه من آثار لكل معني بها ، ومن حيث المضمون فقد وضع اشكاليات للصديق والعدو ، وأوصل ما يريده بكل مرونة وذكاء وحنكة.
بدأ السيد نصرالله حديثه بالاستهزاء ممن يبث وعلى الدوام اشاعات حول صحته ، بالقول “اذا كل اشاعة بدي اطلع كذبها كل يوم بصير لازم طل ع الشاشة” ، مؤكداً أنه لا يعاني من اية مشكلة صحية على الإطلاق.
في موضوع الأنفاق على الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة ، أكد ان تلك الانفاق موجودة منذ فترة طويلة قبل تنفيذ القرار 1701 ، وهو ما يدلّ على الفشل الاستخباراتي الاسرائيلي في كشفها سابقاً ، وانه من اليوم ولاحقاً اذا ما سمع اي مستوطن صوت “شاكوش” على الحدود سيخبر الجيش ان هناك نفقاً يجري حفره.
مضيفاً: الانفاق وخلافها هي جزء من خطة دفاعية شاملة ، خاصة امام موجات التهديد من الجانب الاسرائيلي ، موضحاً انه من ضمن خطة حزب الله الجاهزة للتنفيذ وفي اي حرب قادمة هي الدخول الى الجليل ، وفي الحرب القادمة نقرر اذا ما سندخل الى الجليل من عدمه ، واصفاً الاسرائيليين بالجبناء ، وعقولنا أهم من عقولهم.
داعياً نتنياهو ورئيس الأركان الجديد للجيش الاسرائيلي في عدم التقدير الخاطئ في اية حرب قادمة ، لأنهم سيندمون لان خيارات حزب الله في المواجهة مفتوحة وكل الخيارات على الطاولة ، بعقلٍ وحكمةٍ وشجاعة ، وانهم لن يسمحوا للاسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك او فرض قواعد اشتباك جديدة.
مردفاً: موضوع الانفاق ما كانت تحتاج عملية تسمى درع الشمال ، وهي لا تلغي او تؤثر على موضوع دخولنا للجليل ، منوهاً بموقف لبنان الرسمي كما والراي العام ازاء هذه العملية التي قام بها الجيش الاسرائيلي والتي تم تضخيمها بشكل كبير ، كما نوّه بوقف دولة الكويت في مجلس الامن ازاء درع الشمال ، وكذلك التمايز الحاصل في الموقف الفرنسي.
واشار كذلك الى ان حزب الله يقف خلف الجيش اللبناني ولا يريد جر لبنان الى حرب ، وان الحزب لا يمانع مناقشة مسألة الاستراتيجية الدفاعية وهم سباقون الى ذلك.
خاتماً حديثه في هذا الشأن ، “كل اسرائيل هي ميدان حرب”.
في الموضوع السوري اعتبر انه يمكننا الحديث عن انتصار شامل وكبير وعظيم ، والجيش السوري قادر على حسم المعركة في شمال سوريا حيث التداخل التركي والكردي والاميركي ، وان الدولة السورية قد تكون الحل بين الاتراك والاكراد خاصة ان كل منهما ينظر للاخر نظرة خوف وقلق.
داعيا القيادة التركية لايجاد حل لادلب او ترك الامر للقيادة السورية ، التي لن تترك أرضها للإرهابيين.
وفي مسألة الانسحاب الأميركي من سوريا ، اعتبر ان ترامب صادق مع نفسه ، وان انسحابه من سوريا هو جزء من وعوده التي اطلقها خلال حملته الانتخابية ، من انه لماذا عليهم ان يخسروا شبابهم ومالهم في حروب خاسرة ولا طائل منها. وان الاميركيون لا يستطيعون فعل شيء في سوريا وهم تركوا حتى افغانستان لطالبان وهي هزيمة مدوية لهم في هذا البلد.
مردفاً: ترامب يريد شن حرب على ايران بواسطة دول المنطقة لاسقاطها ، وهو يأخذ منهم الملايين تحت حجة تامين الحماية لهم. كاشفاً عن زيارة شخصيات عربية رفيعة المستوى لسوريا ، لكنه رفض البوح عنهم.
محذرا نتنياهو من التمادي في ضرب سوريا ، داعيا اياه لان يكون حذراً حيال محور المقاومة وفي مقدمه دمشق سيرد.
في الموضوع الايراني اعتبر ان العقوبات الاميركية لن تؤثر على ايران وهي صامدة وكذلك الوضع في العراق فهو صامد.
في الموضوع اللبناني اشار الى ان القمة الاقتصادية في بيروت كانت ناجحة لا سيما في الموضوع السياسي ، وان علاقة حزب الله مع الرئيس عون بقيت على حالها من الاحترام والمودة والتوافق على الخطوط العريضة وان مواقف الرئيس عون صلبة ولم تتزعزع العلاقة بيننا رغم التباينات في بعض وجهات النظر وهناك تواصل بيني وبينه لحل اي التباس.
اما عن العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اشار الى ان حرب تموز عززت الصداقة معه ، ونبني عليها لناحية حجم الثقة المتبادلة والتحالف والتواصل قائم ونحن حزبين وليس حزب واحد.
وحول ما يشاع عن نية حزب الله تعديل اتفاق الطائف والمثالثة اعتبر انه امر لا أساس له ، ونحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة ابدا في أي مكان ولم نطرحها ولم نتحدث عنها بالمطلق ومن يتحدث عن المثالثة لا يريد السلام الداخلي في لبنان. وما يتردد يهدف الى اثارة القلق.
في الموضوع الحكومي ، اشار الى ان الحزب حريص على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ، لان ذلك هو مصلحة لبنان ، ونحن لم ندخل في لعبة العدد ولو اردنا ذلك لكانت حصتنا 8 وزراء وليس 6 وكان علينا فعل ذلك.
مردفاً: لم نكن نتوقع ان يتعاطوا مع حلفائنا بهذه الطريقة ، وايران وسوريا لم تتدخلا ابدا في مسألة تأليف الحكومة ، ولا خيار سوى بتشكيل الحكومة وان هناك عقدتان تعتريان عملية التاليف حتى اليوم وهما توزيع الحقائب وتوزير اللقاء التشاوري ونحتاج الدعاء.
في موضوع مكافحة الفساد ، اعتبر ان في لبنان نجد الفساد ولا نجد الفاسدين ، وان الفساد مغطى بالقانون ، ونحن مصرون على الذهاب بمكافحته حتى النهاية.