بقلم: حسين المولى
لن نخو ض في أسباب الحرو ب التي تجري بين مسلمي الخليج العربي بضفتيه، لأننا لن ننتهي بمعر كة مرج دابق عام 1516 حينما ا نتصر العثمانيون على المماليك بعد اتها مهم لهم بدعم الصفويين ضد السلطنة، وحيث انتقلت حدود الصر اع العثماني الفارسي الى العراق وكردستان لتكون بذلك المنطقة خط صرا ع سني شيعي بالظاهر، سياسي في المضمون ولا تزال، فالإ سلام واحد والقر آن واحد ومحمد واحد وآل بي.ته الأطهار معروفين ولا يختلف على محبتهم ومكانتهم أحد.
الجميع يعرف حقيقة وتاريخية الصر اع، ولكن لا يعرفون أثمان هذا الصر اع الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإنسانية، وأيضا لن نغور في التاريخ لنحتسب أثمان هذا الصر اع سنبدأ من تاريخ معروف من حر ب الخليج الأولى أو الحر ب الإيرانية العراقية حر ب الوكالة الخليجية ضد إير ان، هي حر ب حصلت بين العراق وإيران من العام 1980 حتى العام 1988، خلّفت الحر ب نحو مليون قت.يل وخسا ئر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، دامت الحر ب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نز اع عس.كري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصر اعات العس.كرية دمو ية، أثّرت الحر ب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حر ب الخليج الثانية والثالثة.
ولما أحس صدام بنشو ة النصر على إير ان بعدما قبلت مرغمة بالقرار الأممي 598، وما كان بالإمكان أن يعود الجي.ش العراقي المنتصر الى ثكنا ته، وبعدما وقع في الفخ الأمر يكي واجتا ح الكويت في آب 1990، شن.ت 34 دولة بقيادة المحر ض الأمريكي وداعمي صد ام في حر به مع إير ان من العرب _والمفارقة أن إي ران لم تشارك ولم تؤيد هذا الحلف_ حر با على العراق من أجل تحر ير الكويت، وكان من نتيجة اجتيا ح الكويت وحر ب الخليج الثانية، إشعا ل وتد مير أكثر من 727 بئر نفطي من أصل 1080 بئراً كويتياً.
وقدر قيمة المفقو د من النفط والغاز الطبيعي من تلك الآبار بحوالي 120 مليون دولار يومياً. كما أن تكاليف إعادة إعمار القطاع النفطي قد تصل إلى 80 مليار دولار حسب تقديرات وزارة المالية الكويتية، تد مير مؤسسات ومنشآت حكومية نجم عنها خسا ئر بمليارات الدولارات.
واختلفت التقارير في إحصاء الخسا ئر العراقية، لكنها بالمتوسط شملت على ما بين 70,000 إلى 100,000 من الضحا يا و 30,000 مسجو.ن، و وتد مير البنى التحتية لكلا البلدين التي تحتاج الى المليارات لإعادة بنائها بالإضافة الى التلو ث البيئي، وجر ائم الحر ب الأمر يكية بحق العراقيين باستخدامها اليور انيوم المنضب الذي فا قم مر ض السر طان في المجتمع العراقي، بالإضافة الى حصا ر العراق فيما يسمى النفط مقابل الغذاء والأهم والمخطط له هو تكريس التوا.جد العس.كري الأمر يكي في الخليج. وقد تكلفت دول الخليج أثمان هذه الحر ب كاملة حيث قدرت ب 53 مليار دولار.
وفي نفس السياق نتحدث عن حر ب الخليج الثالثة كنتيجة لحر ب الخليج الأولى التي أرادها العرب على إير ان الإسلا مية الشي.عية حيث دعموا صد ام بالمليارات كما أسلفنا، وكان من نتيجة غز و العراق 2003 حسب دراسة مجلة لانسيت الطبية البريطانية إلى أن 655000 عراقي حتى العام 2006 وسر قة ألتاريخ والآثار والحضارة، وتد مير ما تبقى من العراق وحل الج.يش، و فو ضى لا نزال نتابع نتائجها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإنسانية في العراق حتى اليوم.
وفي جولة أخرى لحر ب الوكالة مع إير ان وداعميها، نتحدث عن الحر.ب السورية في أرقامها وليس بأحداثها و فصا ئلها ودا عشها وإقليميتها ودوليتها فيما بعد، هذه الحر ب الكونية على سو ريا المستمرة منذ العام 2011 والتي د مرت الدولة ببناها التحتية واقتصادها وحضارتها وإنسانها، حيث بلغ مجموع الضحا يا حتى 2017 حوالي 500000 (تقدير المر صد السو ري لحقوق الإنسان) وأكثر من 7,600,000 مهجر (تقدير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللا جئين نيسان 2015) وأكثر من 5,116,097 لا جئ من جراء الحر ب الأ هلية السورية (مسجلين من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللا جئين تموز 2017) وقدرت الأسكوا تكلفة الحر ب السورية ب 327 مليار دولار على مستوى د مار القطاعات السورية المنتجة، الصناعية والخدماتية والزراعية، فضلا عن أرقام ضخمة خدمة الفصائل المقا تلة المدعو مة من دول الرعاية الخليجية، وأرقام ضخمة لتركيا أيضاً خدمة العبور، وكل هذه الأموال تدفعها بيوتتات مال المسلمين في الخليج بضفتيه.
اأما في حر ب الوكالة اليمنية، 725 مليار دولار حتى الآن، أنفقت لقت.ل أطفال ونساء اليمن، وتدمير بناهم التحتية وآلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دون أن تحقق السعو دية و«التحالف العربي» الذي تقوده أي إنجا زات عسكر ية حقيقيّة، وتحدثت تقارير مثلاً عن تكاليف بار جتين حر بيتين أمر يكيتين تتبعهما ست فرقاطات مرافقة موضحة أن إيجار البارجة 150 مليون دولار يومياً، أي «300» مليون دولار يومياً للبار جتين وتوابعهما، والبار جة تحمل على متنها 6000 جند ي بعد تهم وعتاد هم، و«450» طا ئرة بطيا ريها، وعليها أيضاً مد افع وصوا ريخ بعيدة المدى، أي إن إجمالي تكاليف البا رجتين مع توابعهما بلغ 54 مليار دولار خلال 6 شهور.
وتكاليف نفقات قمرين صناعيين للأغراض العس.كرية: تكلفة الساعة الواحدة «مليون دولار»، وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن تكلفة القمرين في اليوم الواحد «48» مليون دولار، أي مليار و440 مليون دولار خلال الشهر الواحد وتحليل وعرض واستخراج المعلومات من الصور والبيانات التابعة للأقمار الصناعية العس.كرية بتكلفة 5 ملايين دولار يومياً للقمر الواحد، أي 10 ملايين دولار يومياً، أي 300 مليون دولار شهرياً. فضلا عن الر شاوى التي دفعت لشراء مواقف الدول لمنحها «شر عية» العد وان على اليمن، ولمشاركة بعض الدول في الحلف.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إن هناك أكثر من 30 جبهة قتا ل، ونز ح أكثر من 3.3 مليون شخص من مناطقهم، ويحتاج 80 في المئة من السكان إلى المساعدة والحماية، بما في ذلك 10 ملايين يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية.
هذا غيض من فيض الاموال التي صرفها الخليج على الحر ب، فصفقا.ت الأ سلحة بمئات مليارات الدولارات، و المواقف الغربية والشرقية تُشرى بالمليارات ضد إير ان وضد بعضهم، ولا زالت ال 400 مليار لترامب شاهد، هذا الصر يح الو قح الذي يجا هر باستغبا ء ونه.ب ثروات الخليج الذي لم ولن يتعظ.
هذا وإن حر وب الوكالة مستمرة، و خسا ئر الإنسان والمال مستمرة في أكثر من ساحة، ولن ترتقِ لمستوى حر ب مباشرة يعرف تماما أهل الخليج مخا طرها الجمة.
إذا تكلفة هذا الصر اع الخليجي بضفتيه كانت كبيرة جداً جداً، في صرا.ع غير مجدي يؤيده الغر ب ويسعى لإطالته مستفيدا من أموال وخيرات هذا الخليج، هذه الأموال لو صرفت على الإنسان والتنمية لكنا أفضل الدول وأرقاها، ولو صرفت 725 مليار دولار على اليمن الفقير لكان يمنا سعيدا، ولكانت تماثيل بن سلمان في كل ساحة يمني.
يا سادة الخليج السلام أقل تكلفة من الحر ب فلتتخلوا عن جبر وتكم ولترأفوا بالأوطان والإنسان والثروات ولتتبعوا أصول الدين الحنيف، المطلوب إير انيا طمأ نة العرب من الهلال الش.يعي (الغير منطقي برأيي) والمطلوب خليجيا إعمال العقل والتبصر.