نتحدث دوماً عن عطاء الأم، عن تلك القديسة على الأرض والتي تُضحِّي بكل ما لديها من أجل أولادها، عمّن تُخرِج من روحها أعظم هبات الله (أطفالها) وتُطعمهم من رحمِها.
لكن، ماذا عن الأب ، ذاك المِعطاء من نوع آخر ، المُضحِّي في سبيل عائلته وزوجته ، والذي لا يعرف الراحة او السكينة، كرمى لتأمين قوت يوم أطفاله وتعليمهم وراحتهم، فيعيش أسوأ ساعاته وأيامه من أجل جني الأموال، لكنه يتظاهر بالفرح لحظة وصوله لمنزله وملاقاة أطفاله، جالباً معه العشاء الذي جمع ثمنه بالتقطير، كما ورسوم تعليمهم وتأمين الرفاهية لهم.
الحاج أحمد ابن الثمانين قرر أن يزرع قطعةً منه في جسد ولده فوهبه كليته، بعدما بحث ابنه طويلاً ومراراً وتكراراً عن من يمنحه كليته فلم يجد.
ابن الثمانين فرِحاً بما فعله، خاصة عندما شاهد الفرحة على وجه ولده، ذاك الأخير الذي كان خائفاً على والده الثمانيني في البداية، لكن الله منحه القوّة اللازمة.
استغلو وجود الوالدين، قبِّلوا رؤوسهم كل صباح، واشكروا الله على نعمته بوجودهم.