الراقصة ايمي سلطان: الافلام شوهت صورة الراقصة !!
نجوى فؤاد مزجت الفلكلور بالاستعراض وناديا جمال اسطورة.
صافينار مشهورة ولم تعتل عرش الرقص.
مؤخراً برز وبقوة اسم الراقصة ايمي سلطان التي تميزت برقصها الجميل واسلوبها المعبر لاسيما وانها باليرينا سابقة وتنحدر من عائلة كبيرة كما انها خريجة الجامعة الاميركية، ومع ذلك فهي تعتبر الرقص الشرقي من ارقى الفنوان وفخورة بلقب الراقصة الذي يسبق اسمها.
حوار/ ابتسام غنيم
- جازفتِ بتحولك من الرقص بالبالية الى الرقص الشرقي؟
إهتمامي بالرقص كان منذ سنوات طويلة، وتعمدت ان اهتم بالرقص الشرقي لاطور من نفسي، لذا عندما خضت غماره لم اشعر اني اقدمت على مجازفة، لكني استغربت استقبال الجمهور لي في مصر اذ اعتبر البعض ان هذا التحول شيئاً غريبا لكنه بالنسبة لي ليس كذلك البتة.
- ألا تشعرين ان مفهوم الرقص لدى المتلقي تغير، بالاضافة الى ان راقصات زمان يختلفن عن راقصات اليوم؟
لي جهة نظر بهذا الموضوع اذ اضع اللوم على السينما التي تقدم فن الرقص ضمن مضامين تبدو فيها الراقصة على انها سلعة او امرأة رخيصة او رفيقة لبلطجي او “خطافة رجالة”، بينما زمان كنا نشاهد سامية جمال ترقص ضمن سياق احداث الفيلم.
علماً اننا تطورنا وصرنا بزمن التنكلوجيا لكن للاسف بعض الموضوعات في اعمالنا صارت لا تقدم الراقصة الا بشكل مسيء ومن هنا تغيرت نظرة المجتمع بشكل عام للرقص والراقصات على السواء.
- لكن بالغرب يعشقن الرقص الشرقي والاجنبيات يقصدن معاهد الرقص التي هناك ليتعلمن اصوله؟
صحيح ذلك لانهن شاهدن الافلام القديمة والحديثة، ومن هنا صرنا يردن تقليد سامية جمال وتحية كاريوكا وسهير زكي.
- في المسرحيات اللبنانية تظهر الراقصة بوصلات صولو اساسية مثل مسرحيات المطربة الراحلة صباح وحتى في المهرجانات الكبرى كانت الراحلة نادية جمال ركناً اساسيا بها هل تخططين لتحذي حذو هؤلاء الراقصات؟
طبعاً، وانا عندما خضت الرقص الشرقي كان بسبب اعجابي بالاعمال الراقصة القديمة، وايضا من خلال متابعتي للراقصة نادية جمال التي شاهدتها ببعض الافلام اللبنانية حيث كانت ترقص كأرقى ما يكون، وهذه النوعية من الاعمال الفنية بتنا نفتقدها للاسف.
علماً ان الرقص مكملاً لباقي الفنون، وحتى افتقدنا الافلام الاستعراضية القيمة، لذا اعمل على ان اعيد امجاد اللوحات الاستعراضية القديمة، وانوه ان اهلي شجعوني ويعلمون ان عملي بالرقص هو حباً بالرقص كوني باليرينا سابقة، واهلي متفهمون للامر فأنا دارسة في الجامعة الاميركية وقبلي الراقصة دينا لديها ماجيستير.
ومن لبنان كان يوجد داني بسترس وهي من سليلة ارستقراطية وغيرهما كثيرات فرضن احترامهن على الساحة ومرة لم يشاع عنهن اية خبرية سيئة.
- إلى أي مدى أنتِ حريصة على احترام بدلة الرقص التي ترتدينها؟
أحرص ان تكون لها هيبة اذا لها تاريخاً وتطورا على مدى السنوات، ماعدا الاخيرة حيث انحدرت للاسف بينما في السابق كان المصممون يأتون من باريس ليفتتحون معارضاً لبدلات الرقص في مصر وكانوا يصممون لسامية جمال وتحية كاريوكا.
لذا تجديني اهتم بتفاصيلها واقوم بتصميمها بنفسي لتكون على قدر المقام،(وتضيف) ايضاً ببالي ان اقدم تابلوهات راقصة على وقع انغام موسيقى تحمل اسم ملحنين مميزين يتقنون التلحين الشرقي الخاص بالرقص تماما مثل الراحل حسن ابو السعود الذي معزوفته”شيك شاك شوك” لاتزال مطلوبة وكأنها وليدة اللحظة.
بينما اليوم معظم نجوم الغناء لا يغنون الشرقي الصرف ومن هنا ننصرف للرقص على معزوفات اغنيات كوكب الشرق ام كلثوم، وطبعاً اتمنى التعاون مع ملحن يكون لديه القابلية لتقديم مقطوعة موسيقية شرقية بحتة.
- كتب البعض أنكِ ستهزين عرش صافينار؟
معقول؟ صافينار جديدة وليس لديها عرشاً وان حصدت شهرة كبيرة، بينما دينا لها تاريخاً وسامية جمال اعتلت عرش الرقص الشرقي، ثم اني لست بمنافسة مع صافينار.
- من تحبين من الراقصات؟
سامية جمال لها اسلوبا مميزا بالرقص فهي كانت مثل الفراشة رحمها الله، وسهير زكي كانت راقصة شرقية بحتة،(وتضيف) نجوى فؤاد رقصت الشرقي ممزوجاً بالاستعراض والفلكلور،دينا حلوة في التقسيم والرقص بالاغاني الشعبية.
وفيفي عبدة تتقن الاستعراضات التي فيها الطبول، اما لوسي فهي تترجم رقصها بأمتياز على معزوفات ام كلثوم ولها ستايل خاص بها تماما مثل تحية كاريوكا، اما من لبنان فأحب نادية جمال جداً واعتبرها اسطورة.
- أعلم أنكِ مثلتي ؟
درست التمثيل في مدرسة خاصة ولدي الامكانية بأن امثل بعمل بلا رقص، وكان لي تجربة بفيلم اجنبي دانماركي وجسدت دور باليرينا.
- السيرة الذاتية التي تتمنين تقديمها؟
أحب سامية جمال واتمنى تجسيد حياتها كونها كانت مليئة بالدراما والمحطات المهمة بالفن والحياة على السواء.
- مارأيك بوفاء عامر التي جسدت حياة تحية كاريوكا بمسلسل درامي ؟
وفاء عامر نجمة كبيرة ومن اشطر الممثلات لكني كنت اتمنى ان تلعب الدور لوسي كونها راقصة رائعة وتتقن التمثيل جيداً والرقص لغة جسد وتتضمن تعبيراً واداءً معيناً لتوصيل التابلوه.
(وتضيف) في السابق قدمت الفنانة الكبيرة حياة بديعة مصابني وهند رستم جسدت “شفيقة القبطية”، ونادية الجندي قدمت”بمبه كشر” ونبيلة عبيد برعت في”الراقصة والطبال” و”سمارة الامير” وسعاد حسني تألقت في “خلي بالك من زوزو” وكن شاطرات بالرقص، وبالمقابل فنانات كثر لا يستطعن تمثيل شخصية الراقصة.
بعض الراقصات يرفض تسميتهن بالراقصة ويفضلن الفنانة الاستعراضية؟
غلط، والسبب ان الاستعراضيات هن على منوال سعاد حسني ونيللي وشريهان ونعيمة عاكف رحمها الله، وانا شخصياً يشرفني كلمة راقصة واتمنى ان يحمل عنوان موضوعي “الراقصة ايمي”.
انا متصالحة مع نفسي ومقتنعة بفني الذي اسعى لتطويره، واتمنى يوماً ان يكون لي مدرسة لتعليم الرقص الشرقي تماماً كما يوجد مدارساً للبالية والجاز والكلاكيت، لكن للاسف بعض الافلام والوسائل الاعلامية شوهت الرقص الشرقي.
- اخيراً ما رأيك ببرنامج”الراقصة”؟
لفتني البرنامج كونه قدم الراقصات المتباريات بأسلوب مشرف وجميل ووصل الى كل بيوت الناس، لكني عموماً لا احب فكرة المسابقات بكل انواع الفنون التي تضم لجان التحكيم وافضل ان تفرض الموهبة نفسها بسعيها الدؤوب وان يصقلن الموهبة بمدارس متخصصة.