رصد ومتابعة: شبكة تحقيقات الاعلامية
حوار وتنسيق: جوليا أحمد
يُعاين المجتمع، بعينيه، يلتمس ما لدى الناس من مشاكل وضغوطات داخل عيادته، يحاول قدر المستطاع أن يلعب دوراً اجتماعياً الى جانب دوره كطبيب ضمن نطاق البقاعين الشمالي (بعلبك) والأوسط (زحلة).
وانطلاقاً من كثرة الملوثات بقاعاً، خاصة في بعلبك، وللوقوف اكثر عند هذا الأمر، كان لشبكة تحقيقات الاعلامية لقاءًا مطولاً مع الدكتور بشار حسن، المختص في الأنف والحنجرة والتجميل.
يبدأ الدكتور بشار حسن حديثه عن مشكلة عدم الإلتزام بالمواعيد في بعلبك، فدائماً ما يأتي المريض متأخرًا لاسباب غير واضحة، ويربط ذلك بغياب الوعي حول قيمة الوقت واهميته لدى عموم الشعب اللبناني.
يختص الدكتور بشار حسن بمعالجة نوعين من المرضى، الأول ما يتعلق منه بأمراض الجهاز التنفسي من الأذن والحنجرة والثاني يتعلق بالتجميل بكل أنواعه.
يُبدي الدكتور بشار حزنه على حالات التلوث البيئية منها والاجتماعية في بعلبك، ويعتبر أن الأخطر من التلوث البيئي على خطورته هو ذاك الاجتماعي الناجم بصورة أساسية عن موضوع الأرغيلة والدخان وتعاطي المخدرات، ويتحدث عن عشرات الحالات التي تصادفه وتأتي إليه، خاصة من أولئك الذين يثبتوا تعاطيهم لموادٍ مخدرة، وهنا يكمل الدكتور دوره الطبي مع الاخلاقي، ليقوم بنصحهم حول خطورة ما يقدمون عليه.
يتحدث الدكتور بشار عن تلوث مهني يتمثل فيما يعانيه بعض المرضى من مشاكل في النَّفَس وانعدام حاسة الشمّ بسبب عملهم ضمن فرن أو معامل حرارية، من دون أية وقاية لازمة ومطلوبة وضرورية.
ويضع بالتالي امكانية العلاج عند المرضى انفسهم، فما يتعلق منه بالتلوث المهني فالوقاية أهم من قنطار علاج، أما ما يتعلق منه بالتلوث الإجتماعي الناجم عن تعاطي المخدرات، فيحذر الأشخاص من خطر خسارة الغضروف في الجيوب الانفية لديهم، وعندها فالعلاج يصبح شبه مستحيل.
يستكمل الدكتور بشار حسن حديثه عن الأمراض في بعلبك لا سيما منه المرض اللعين “السرطان، فيؤكد وجود حالات عديدة خاصة لدى العائلات والافراد الذين يسكنون بمحاذاة نهر الليطاني، من جراء المواد السرطانية التي تُرمى هناك، نتيجة غياب الرقابة وعدم اتخاذ التدابير الوقائية، ومحاسبة المرتكبين عن هكذا إجرام بحق الطبيعة كما والإنسان.
محذّرا من خطورة امكان من يسكن بجوار النهر من التكيُّف التدريجي مع الروائح هناك نظرا لما يسببه الأمر ليس فقط من مرض السرطان، بل وفقدان حاسة الشمّ كذلك، ويشرح الأمر طبياً بالتالي:
” شم الرائحة الكريهة من قبل الانسان وباستمرار، تؤدي لتفاعل هذه الرائحة داخل المخاطية بالأنف ومن ثم تؤدي إلى إحتقان الخلايا، ووجود التهابات، وينتج عنها حساسية وتتضخم المخاطية، وهكذا تستمر حتى فقدانه رائحة الشم تدريجياً، مع ما ينتج عنها كذلك من التهاب الجيوب الانفية، ضيف في النفس”.
ما الحل ؟
لا يرى الدكتور حلاً للأمر، إلا إذا عمدت الدولة لحل مشكلة تلوث نهر الليطاني، أما فيما خص التلوث الاجتماعي، فيرى ان على الدولة المساعدة من خلال محاربة التدخين في الأماكن العامة، ومراقبة الشباب”، أمّا فيما خصّ التلوث المهني، فيرى أن على الشخص الوقاية من خلال أمور بسيطة، فعلى سبيل المثال من يعمل بالبويا والدهان وجب عليه استعمال الكمامات الموجود فيها الفلاتر.
نظرة مستقبلية
لا يرى الدكتور في الوضع المستقبلي إلا ذات السوء الموجود حالياً وربما أشد منه سوداوية وصعوبة، في ظل الإهمال المتعمد والمتراكم، ويشير هنا إلى أن العمل على تشريع نبتة الكيف (الحشيشة) سوف يزيد من الأمراض، لان الوعي المجتمعي هنا معدوم، والإستعمالات دائما ما كانت وستكون مستقبلاً خاطئة وفردية.
موجهًا رسالته للدولة للمبادرة لإيجاد الحلول، ولتضع أيديها مع الناس والجهات المدنية والمجتمعية، وغير ذلك، فلا حلول، بل مزيدًا من الإهمال والأمراض والفوضى والفساد.
اريد السؤال عن عملية تجميل الانف وتكلفتها