الكاتب : حسين المولى
ان المقالات تُعبر عن رأي كتابها ولا تعكس بالضرورة سياسة الشبكة وأهدافها
لن ندخل في المباحثات السرية التي تجريها ممالك الخليج ومشايخها مع الكيان الصهيوني الغاصب، والتي يكشفها كل يوم إعلام العدو ويرفقها أحيانا كثيرة بصور قادتها مع سفراء ومشايخ وشخصيات من دول الخليج العربي، ويحصل ذلك كله من دون أي تكذيب أو توضيح من حكومات الخليج لهذه الأخبار
ولن ندخل في المكتب التجاري الإسرائيلي في قطر واتفاقية بيع الغاز القطري لإسرائيل وبورصة الغاز القطرية في تل أبيب، ولن ندخل في كامب دافيد ولا في وادي عربة، وفي الإمارات العربية المتحدة عمليات كثيرة للتطبيع مع إسرائيل حدثت سابقاً في مجالات متعددة، مثل الرياضة والتجارة والتعليم
وكانت صحيفة «انتليجانس أونلاين» الفرنسية قد كشفت عن وجود أزمة في العلاقات السرية بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، على خلفية صفقة أسلحة فاشلة بين الجانبين، وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الكيان الصهيوني والإمارات، بلغ حجم العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في الأعوام الأخيرة ما يقارب 300 مليون دولار، موضحةً أنه في الماضي أقدم رجل الأعمال الإسرائيلي ميتي كوخابي، وهو أكثر رجال الأعمال الإسرائيليين نشاطاً في أبو ظبي، على مد الإمارة بمعدات مراقبة ومواكبة لصناعة النفط
ولا ننسى إفتتاح ممثلية إسرائيلية في أبو ظبي تحت غطاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أرينا”
ومن الملاحظ أن النشاط الرياضي كان المدخل العلني لتطور العلاقة بين البلدين، والأمثلة كثيرة نذكر منها في العام 2015 استضافت الإمارات منتخب الجودو الإسرائيلي ، غير أن المدخل الحقيقي للعلاقة تمثل في التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وقد تعاونا على مستوى العالم العربي والإقليم فيما خص الجماعات الإسلامية، ذلك أن الإسلام السياسي يشكل تهديد وجودي للنظام الإماراتي ولدولة إسرائيل، وكذا تعاونا على حماس في فلسطين. سعودياً إلتقى مدير المخابرات السعودي الأسبق تركي الفيصل مرات عدة بوزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني، وشارك في برامج ومناظرات إعلامية مع مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو الجنرال يعكوف عامي درور، ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق عاموس يادلين
كما صافح الفيصل على هامش مؤتمر للأمن نُظم في ألمانيا عام 2015، وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون. وقد بلغت الأنشطة التطبيعية للنخب السعودية ذروتها، في الزيارة التي قام بها وفد يضم نخباً سعودية برئاسة اللواء المتقاعد أنور عشقي لإسرائيل العام الماضي، ولقائه بعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين في تل أبيب. وقد كشفت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، أنّ المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل في أيلول الماضي، هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو أمر ينطوي على دلالات كثيرة
سنتناسى كل هذه الأمور أمام ما يجري اليوم في الإعلام الخليجي من تطبيع علني، والدعوة إليه، وتحسين صورة إسرائيل في الإعلام، بل ومهاجمة الفلسطينين ونعتهم بأبشع النعوت، تارةً أنهم من باع أرضه ورحل، وتارةً أنهم إرهابيين، وتارةً أن قضيتهم شأن داخلي و و و ، و تارةً أن إسرائيل لم تعتدِ على دول الخليج، وتارةً عبر التسويق للإلتقاء على العدو المشترك الإيراني، وضرورة توحيد الجهود مع الصهيوني من أجل مجابهته وكف يده عن المنطقة
وحكما كل هذه الطلعات الإعلامية اليومية في القنوات الخليجية عامة، والسعودية والأماراتية خاصة، لا تتم إلا بعلم ورضى الحكومات والأمراء والملوك والمشايخ الخليجيين
وقراءته، أن التطبيع الفكري والثقافي قادم وقائم كما التطبيع السياسي، وأن قضية فلسطين قد ضاعت عربيا وقممهم شاهدة، و قدس السلام عليها السلام، وقراءته أيضا،ً أن محمد ابن سلمان ملكاً بأجندة التطبيع مع إسرائيل، وما الإنفتاحة المفاجئة على أدنى الحقوق الإنسانية في المملكة من قيادة المرأة للسيارة والمسرح ودور السينما، إلا مقدمة ضرورية لإنفتاحه وتبرير تطبيعه وتسامحه_ إلا مع العرب والفلسطينيين_. وقراءته أخيراً، أن ننسى العرب في صراعنا مع الصهاينة، نحن أبناء سوريا التاريخية ووحدنا أبناء القضية وخيارنا المقاومة