Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
لم يعد المهم اعلان ولادة الحكومة اللبنانية، جيث ان ذلك لا يمكنه أن يشكل المخرج المرتجى للواقع السياسي في لبنان، فما رافق عملية تشكيل الحكومة، وهذا التلاعب السياسي هو الأهم، حيث أثبت نِيَّة أطرافٍ سياسية أخذ البلد رهينة “هوس شخصي”، تم ترجمته في السعي لكسب المقاعد على حسب أهواء تفكير هؤلاء، لا وفقاً لما يجب أن يكون عليه تشكيل الحكومات في لبنان، او في اي بلد يحترم نفسه وشعبه.
اليوم، يعيش لبنان في الهامش، لا بل دونه بكثير، حيث معظم الأمور مجمدة وتنتظر خبر ولادة الحكومة، لكن يبدو أن النوايا لم تصلح بعد، وأن البلد في نظر الطبقة السياسية الحاكمة ما هو الا مجرد قطعة حلوى يتقاسمون خيراتها ويتلذذون بطعمها، فيما الشعب بات بالفعل “جائعاً” داخل بيوته.
وقد عبّر الشعب عن هذا الاستياء الكبير لديه بالاعتصامات التي حصلت الأحد الماضي، لكن وكما العادة فقد حاولت الاطراف السياسية تشويه قيمة هذه الاعتصامات الرمزية وتحوير مسارها وأهدافها، متذرعة ومتمسكة بنفس العبارات التي لطالما أرهقت الناس بها، مُحاوِلةً خداعنا عبر التحريض الذي تمارسه.
في المحصلة، لبنان تحت رحمة هذه “الولدنة” السياسية والتي على ما يبدو فانها في تزايد لا تراجع، وحيث ان الطبقة السياسية تتذرع بنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة لاثبات قوتها وحضورها الشعبي على الارض، وهذا حق لها طالما أن الناس وافقت ومرة جديدة على أن تعيش تحت رحمة هذه العقلية السياسية الفاسدة والمنحطة.
وفد كان لافتاً ما عبرت عنه صراحة جموع المتظاهرين الاحد الفائت، من انها صوتت لللوائح السلطة كتجربة اخيرة لهم، واليوم ندموا، لكن هذا لا يعفي الناس من مسؤولياتها، وليتحملوا ما اقترفته يداهم، حيث التغيير في لبنان، لم ولن يتحقق الا عبر صناديق الاقتراع.
