يسير الرئيس سعد الحريري وفق قناعات ثابتة ، وهو بإعلانه تعليق نشاطه السياسي ودعوة تيار المستقبل لعدم الترشح للإنتخابات النيابية المقبلة ، إنما رسم مسار سياسي جديد في لبنان عامة ، وداخل الطائفة السنية على وجه الخصوص.
تخلّى الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسية ، بشكل مؤقت ، في وقت ينتظر الجميع حضوره واعادة إثبات قوته على الارض.
لكن ، هذه المرة فهو يسير بالإتجاه الصحيح وفق قناعاته ، لإعادة إثبات حضوره وقوته ، وليس كما يظن أو يعتقد البعض ،
انّ الحريرية السياسية قد انتهت ، أو أن بيت الوسط سيغلق إلى غير رجعة ، وكان الحريري نفسه قد أكد أمام حشود من مناصريه ، أنّ هذا البيت لن يقفل.
قرار سعد الحريري بعدم خوض الإنتخابات النيابية ، لن تؤدي حتمًا لتقوية خصومه بل إضعافهم وتشتتهم ، وهم الذين بنوا وجودهم وحملاتهم على مهاجمة سعد الحريري ، فماذا عساهم يحملون اليوم من شعارات؟
الواقع السياسي اليوم مختلف جذريًا ، وسعد الحريري سيراقب من خلف الكواليس ليرى ما يحدث ، وهو العالم مسبقًا بعدم قدرة أحد محو اسمه ومكانته مهما حصل.
لكن ، قد يكون في التراجع البسيط للوراء ، فرصة لإعادة استنهاض القدرات والسير من جديد باندفاعة أكبر.
لنرتقب وننتظر ثم نرى ما سيحدث.