رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
هذا اليوم يمكن وصفه ببداية التحول العربي من جديد تجاه سوريا، حيث الإمارات افتتحت سفارتها اليوم بعد الإنتهاء من أعمال الصيانة الداخلية فيها، بعد 6 سنوات من القطيعة، وتونس عاودت تسيير طائراتها، بعد توقف دائم ثماني سنوات، فيما تتجه البحرين لافتتاح سفارتها في دمشق الاسبوع المقبل.
هذا وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، “عودة العمل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق حيث باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتبارا من اليوم”.
وقالت الوزارة “إن هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي”.
وطالما أن الإمارات قررت اتخاذ هذا القرار تجاه سوريا، وهي أحد أهم الدول الخليجية، من بوابة نشاطها الدبلوماسي، فإن الوضع الخليجي بشكل عام سيكون على موعد مع عودة ميمونة إلى الساحة السورية، دبلوماسياً وسياسياً، وهو ما سينعكس إيجاباً على الواقع العربي الهشّ عامةً.
وبالتالي، فإن الجو العام في المرحلة المقبلة سيكون أكثر ليونة من كافة الأطراف تجاه بعضها، بعد سنوات من الحروب والتحريض العلني المتبادل، أنتج الآلاف من القتلى والمهجرين والمشردين، وغيّر معالم الجغرافيا في العالم بأسره. لكنه لن يكون واقعاً معافى بشكلٍ عام، طالما أن النوايا المخبأة المتبادلة ما تزال قائمة ومستمرة في العقول والنفوس.
تأتي كل هذه التطورات بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنسحاب عسكرياً من سوريا، وترك أمر المنطقة الشمالية لتركيا التي تحاول تضييق الخناق على الأكراد هناك، وقد تذرع ترامب لإنسحابه بأن هناك قوى يمكنها هزيمة داعش عوضاً عن الجيش الأميركي.
يذكر أن الأردن عاودت نشاطها في سوريا مؤخراً، بافتتاح معبر نصيب الحدودي، وما تلاه من زيارة عشرات الأطباء من الأردن إلى سوريا، كما زار الرئيس السوداني عمر البشير سوريا معلناً وقوفه مع الدولة السورية في مواجهة الصعاب وتجاوز أزمتها الداخلية.