أنوار خافتة تضيئها الروح الوطنية المسيطرة، وأصوات يملأها حب الوطن، ونغمات شاعرية تحمل كلمات وطنية جميلة وبراقة، هكذا افتتحت المحامية الاديبة اللبنانية ريتا بدر الدين صالونها الثقافي الشهري الذي تقيمه كل شهر في نادي ساويرس بمصر في منطقة غاردن سيتي، وتمت مناقشة الأوضاع الأخيرة في مصر، والتحديات التي تواجهها في ظل العلاقات التي تربطه بالوطن العربي والعالم
بحماس وابتهاج شديدين تحدثت المحامية اللبنانية ريتا بدر الدين عن مصر الوطن والتاريخ، وعن ضرورة العمل المشترك لإعلاء مصلحة الوطن، معلنة عن تكريم المستشارة تهاني الجبالي التي حضرت الندوة، وأهدتها درع الصالون، لما لها من أدوار رائدة في الفترات الماضية في حماية الوطن ضد مخاطر الانهيار والسقوط
ريتا بدر الدين، أشعلت نيران الوطنية في الحاضرين، بأغاني وطنية حماسية، للفنانة داليا عبد الوهاب، والملحن الدكتور ناجي نجيب، ليبدأ الصالون من جديد بأغنية “برضالك ربي”، مع ألحان بديعة من الملحن والمؤلف ناجي نجيب، وتبعتها أغاني أخرى لسيد درويش
انتهى الابتهاج الفني، وبدأ إبداع الحوار، بدأت المستشارة تهاني الجبالي حديثها في الصالون الذي حضره العديد من المسئولين السابقين والحاليين، مؤكدة أننا نحتاج إلى مزيد من تبادل الرأي والفكر وإيجاد رؤية مشتركة وفهم عميق لما يحدث، وبدون وجود هذه الرؤية وهذا المشروع الثقافي كل شيء سيكون مضطرب
وأوضحت بمزيد من الحماس والوطنية، أن العالم في حالة سيولة ومراكز القوى الدولية ما زالت تكتمل وتتعدد، مشيرة إلى أنه بعد حرب أكتوبر 73 وضع مخطط للمنطقة العربية بالتفكيك، وبدأت جميع الاطراف تطمع في الوطن العربي بعد تحوله للرجل المريض، وهو المفهوم الذي أُطلق على الدولة العثمانية قبل سقوط خلافتها وتقسيمها
واستكملت حديثها بأن هناك تهديدات خارجية، منها المشروع الفارسي والعثماني، لكن الأخطر من ذلك هو المشروع الصهيوني، موضحة ان مصر عُرفت قديما بالتعددية الدينية حيث كان هناك 99 إله في مصر، حتى جاء إخناتون ودعا للتوحيد
سفير المغرب في مصر أحمد التازي، وهو أحد ضيوف الصالون، قال إن الهزيمة الثقافية دائما ما تكون مرتبطة بضعف الكيان الذي تنتمي إليه، موضحا أنه عندما يكون الكيان قوي يذوب فيه المواطن، فالوطن العربي لم يحسم في أمر نظام الحكم والمرجعية التي يعود إليها حتى الىن، هل هي فترة الرسول أم الخلفاء أم الفصل بين الدين والدولة كما فعلت العديد من الدول الأخرى
وأشار إلى أن المغرب بطبيعته متعدد، وهذه التعددية بارزة في كافة المظاهر، جعلته منذ البداية إلى اليوم له طبيعته الخاصة، وأكسبه نوع من الغنى، وأن الراعي الأساسي لهذا التنوع هو الملكية، لأنها لم تنحاز إلى جانب واحد على حساب الطرف الآخر
الخبير السياحي إلهامي الزياتي، قال إن مصر محاصرة بالفعل، لكن هناك تقصير جم مما يحدث في قطاع السياحة كمثال، فكل من تولوا وزارة السياحة غير مؤهلين بالمرة لتولي الوزارة، عدا وزيرين تولوا الوزارة، مشيرا إلى أن مصر محاصرة بإعلام خارجي يشوه الصورة المصرية، وأن مصر فشلت في تغيير الصورة المصرية في الخارج، إضافة إلى ذلك فهناك انهيار كبير للتعليم
تدخلت في الحديث المستشارة تهاني الجبالي، لتؤكد أن هناك أزمة في الإدارة السياسية في كثير من الجوانب، خاصة في مجال الثقافة، موضحة أنه على سبيل لم يجتمع المجلي الا‘لى للثقافة منذ سنوات إلا مرة واحدة في العام قبل الماضي
السيناريست فيصل ندا، تدخل في الحديث بقوله إنه لا يوجد علاقة بين الأجيال السابقة والشباب، وهناك انفصال تام بينهما، موضحا أن الجيل الحالي لا يحب الثقافة، بينما اكد تهاني الجبالي من جديد أن الثقافة ليست الفن والثقافة والمسرح فقط، لكن الثقافة هي كيف يفكر الفرد؟ وكيف يرى دوره في الحياة؟
أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، تناول أطراف الحديث، وقال إننا سلمنا الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وسلمنا الشباب للسبكي، وسلمنا الشباب لجماعات التفكير المتطرف، فالشباب ضحية
الدكتور عادل عبد الحميد وزير العدل الأسبق، قال أيضا إن التعليم هو أساس الثقافة، وأن النهوض بالتعليم مرهون بالكفاءة والخبرة وخلق جيل جديد لديه القدرة على الإبداع والابتكار، ونتيجة للتدهور الثقافي فهناك شعور لدى المواطن بالتراجع في معرفته ما بتقدمه الدولة من خدمات كمثال
اللواء محمد عبد الوحد ضابط مخابرات، تسائل “لماذا نوجه المؤامرة للشعب؟، فهناك جهات مسئولة في مصر على مواجهة تلك المؤامرات الخارجية، وأن المؤامرة الحالية هو إفساد الذوق العام، وهي ليست مسئولية الشعوب، فالإفساد الثقافي للشعوب هو مسئولية الحكومات
طرح الخبير الاقتصادي فخري الفقي، 4 نماذج اقتصادية لدول مختلفة لبيان السبب وراء الأزمة، أول هذه التجارب هي أمريكا، حيث اكد أنها نجحت في 500 عام في التفوق عسكريا واقتصاديا بعد اتباعها سياسة الإحلال للسكان الأصليين، بينما النموذج الثاني هو الصين، حيث أنها نجحت خلال 40 عام بقيادة الجزب الشيوعي في احتلال المركز الثاني اقتصاديا على مستوى العالم، وأن تقرير لأحد المنظمات الاقتصادية العالمية، كشف أنه خلال العشرين عام المقبلة سوف تتصدر الصين المركز الاول عالميا تليها الهند ثم أمريكا
التجربة الثالثة هي الدول الأوروبية بعد خروجها من العهود المظلمة وسيطرة الكنيسة، ونجحت في التوحد والوصول إلى المكانة الحالية لها اقتصاديا، بينما التجربة الأخيرة فهي لمصر ذات الحضارة والتاريخ، والتي لم تستطع أن تحقق ما حققته الدول الاخرى
إبراهيم قويدر مدير عام منظمة العمل العربية السابق، قال إن ترسيخ المبادئ الأخلاقية في سلوكيات التعامل والعمل لا يكون إلا من خلال المؤسسات التربوية، موضحا أنه لا يمكن خلق جيلا جيدا بدون أخلاق، وهو ما نجح في تجربة سويسرا التي نجحت في إعداد برامج تأهيل للطفل من خلال جميع المؤسسات التربوية والإعلامية وكلها
الدكتور حسين نوح الفنان التشكيلى والروائي، قال إن الثقافة لا تعني الفن، ولكن هي مفهوم عام يندرج تحته العديد من القيم والمبادئ التي تشكل المفهوم الثقافي في النهاية، مشيرا إلى أن هناك سيطرة على سبيل في الإعلام من رجال الاعمال، الذي يهمهم في البداية والنهاية الربح، موضحا أن مبنى كماسبيرو تعرض للدمار وهو كان أساس ومنبع للثقافة لفترات طويلة
وحضر الصالون العديد من المسئولين والمستشارين والنخب، ومنهم المستشارة تهاني الجبالي، وسفير مملكة المغرب في مصر أحمد التازي، ووزير العدل الأسبق المستشار عادل عبد الحميد، والمستشار عدلي حسين محافظ القيلوبية الأسبق، و المستشار عادل الشريف نائب رئيس محكمة الدستورية لعليا، والمستشار محمد أبو زيد، والخبير السياحي إلهامي الزيات، والدكتور إبراهيم قويدر رئيس منظمة العمل العربية سابقا
كما حضر، الدكتور خالد القاضي، والمخرج مجدي أبو عميرة، والسيناريست فيصل ندا وحرمه، والفنان التشكيلي حسين نوح، والدكتور محمد عبد الله رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، وأحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، والإعلامية دينا عبد الله، المستشار محمد الشناوي، واللواء محمد عبد الواحد، والمستشار محمد صبري يوسف، والكاتب الصحفي باسل يسري
وكان من بين الحضور أيضا، الملحن الدكتور ناجي نجيب، والفنانة داليا عبد الوهاب، والمهندس أمين السيوفي رئيس الهيئة العليا للأبحاث والتطوير بالمركز العربي للنانوتكنولوجي، والخبير الاقتصادي الدكتور فخري الفقي، وريهام مصطفى الاستاذه الجامعية، والدكتور أمير السيوفي