فيما يستمر الجمود المتلاحق على امتداد الوطن، عادت التشكيلة الحكومية إلى المربع الأول، في ظل الخلاف حول بعض الوزارات واعتبار كل طرف أنه صاحب الأحقية في تولي هذه الحقيبة أو تلك، مستنداً إلى حسابات قواعده الشعبية وتمثيله داخل البرلمان.
الوطن اليوم يعيش تحت رحمة القدر، حيث الجمود يُخيم على مختلف القطاعات، مع استمرار الاقفال اليومي للشركات والمؤسسات، التي تضطر لتصفية أعمالها خوفاً من الخسائر الإضافية والتي لا قدرة لها على تحملها، خاصة في ظل انعدام الإيرادات نتيجة غياب القدرة الشرائية وعدم صرف الناس لأموالها أو بالأحرى ما تبقى منها، خوفاً من أيام سوداء قادمة.
المشكلة أن الساسة قرروا إدارة ظهورهم مجدداً لكل المشكلات، والتلهي فقط في حصصهم ومكاسبهم، في مقابل جمود يُخيِّم على موقع الرئاسة الأولى والتي لغاية الآن لم يستطع سيد القصر في اثبات أن عهده مختلف ويحمل معه البشائر للبنان والشعب الذي بات يعيش من قلة الموت ليس إلاّ.
الواقع أسود، المحاصصة مستمرة، الإقفال بات أمراً واقعاً، الإفلاس يقترب من دائرة الخطر، فضلاً عن تململ دولي من الواقع اللبناني الداخلي ونية بعض الدول سحب ما قُدِّم عبر “سيدر”، والمحصلة .. لبنان تخطى مرحلة الإنهيار صوب ما هو أخطر من ذلك، والأيام قادمة.