رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
يحتفل لبنان الرسمي والشعبي اليوم بعيد الاستقلال ال 74 عن الانتداب الفرنسي، هذا الاستقلال الذي لم تكتمل فصوله بعد، في ظل واقع داخلي يتحكم بمفاصل الحياة العامة والمتمثل في عقلية حكم خاطئة لم تنتج سوى الويلات للوطن، فساهمت في تفككك مؤسسات الدولة وإدخال معايير استنسابية لإختيار الموظفين فبدلاً من مبدأ الكفاءة والجدارة اعتمدت معايير الطائفة والمذهب والوساطة المحسوبيات
ثمة عامل خارجي ايضاً يتمثل في إلحاق لبنان بمجموعة دول خارجية أصبحت بمثابة قوى لا يستهان بها على الساحة اللبنانية الداخلية، وبالتالي تستطيع تلك الدول متى شاءت أن تُحرِّك الوضع الداخلي لا بل واشعال الحروب
ثمة عامل مهم لا بد من الالتفات إليه وهو ان جزء كبير من المناهج التعليمية، خاصة في الجامعة اللبنانية تُمجِّد هذا الانتداب وتعتبره عملاً ديموقراطياً، فمادة حقوق الإنسان التي تُدرّس في كافة كليات الجامعة اللبنانية وفروعها، كما وأغلب الجامعات الخاصة، تنطلق في رسم تلك الحقوق من الروحية الفرنسية، وكأنها مادة يُراد منها قول الآتي” فرنسا أم الحضارة” وهي التي دائماً ما اعتبرناها الام الحنون، وكأن لبنان لم يأتي بقيم المحبة واحترام حقوق الإنسان الا من فرنسا وغيرها
بالمقابل، هناك عشرات المطبوعات التي تُنشر في لبنان على مدار العام، والتي تختص بنشر علوم وسلوك دول خارجية أخرى، لنتخذ من تلك الدول طريقة حياة وسلوك، وبالتالي اتِّباع من نوع آخر
يسعى لبنان لأن يكون مستقلاَ بما يكفي، لكن طموحاته البسيطة لا ترتقي لأطماع من يريده أن يبقى تابعاً ومتبوعاً ومأتمراً بأجندات تتخطى حجمه وجغرافيته، لذا يبقى هذا الوطن في مرحلة مدّ وجزر تتحرك معه الساحة وتشتعل وفقاً لتوقيت إلتقاء المصالح على حساب الوطن