كتب: رئيس التحرير د. محمود جعفر
أمّا وقد خرج الرئيس ميشال عون من بعبدا ، إلى حيث إقامته الجديدة – القديمة في الرابية ، وحيث أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سيبقى وجودها شكلياً خلال الفترة الحالية ، وفي ظل مؤسسة قضائية غائبة عن السمع ، بين إضرابات وتعطيل متعمد ، وعلى وقع تدهور العملة الوطنية وغياب الرقابة وسيطرة الإحتكار ، وانفلات السرقات ، أهلاً بنا في الدولة اللبنانية الحقيقية.
فهذه بالفعل هي دولتنا الكريمة ، الدولة التي اعتدنا على عدم وجودها على الإطلاق ، واليوم من دون لا رئيس جمهورية ولا حكومة ولا قضاء ولا أمن ، نعيش “مرتاحوا البال” ، نشعر حقاً أننا في لبنان الذي نعرفه ، بعيداً عن كذبة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتشكيلات قضائية وأمنية وخلافها من الهرطقات.
أهلاً بنا في مزرعتنا السعيدة ، وأمّا عن الفراغ ، فنحن نشعر به بحضورهم ، أكثر بأشواطٍ ، مما نشعره عند رحيلهم!
طوّلوا الغياب ، فالفراغ أقلُّ إيذاءً من نجم حضوركم!