بقلم: رئيس التحرير محمود جعفر
ننظر بعين الشفقة والخجل من انفسنا، حينما نرى الاجتماع الدوري السنوي لحكامٍ عرب، تحت غطاء ما يُسمى ب “القمة العربية”، هذه القمة التي أقل ما يُقال عنها أنها لا تحمل هموم العرب ولا قضاياهم، بل هي اشبه بنُزهة تنتهي بعد ساعاتٍ معدودة، فيما ما يصدر من بيانات لا تساوي الحِبر المكتوب بها
لقد أضاع العرب فرصة بناء أوطانهم، اضاعوا فرصة استثمار طاقاتهم والاستفادة الحقيقية من مواردهم، فباتوا أسرى الشهوات والملذات، يركعون على عتبات أظافر بائعة هوىً، ومن الطعام لا يشبعون، لأن نفوسهم لا تعرف الشبع، حتى باتت بطونهم تمتد من الصين عمقاً حتى المحيط المتجمد الشمالي، اما هذا المحتوى الصغير الذي يُسمى ب “العقل”، فقد استغنوا عنه منذ زمنٍ بعيدٍ، لصالح من يُفكِّر عنهم، ويعطيهم الأوامر ويذلهم بمالهم، ويسرقهم وهم لهذه السرقة لشاكرين
لقد حوّل العرب أوطانهم إلى مستعمرات، واهتموا ببناء السجون لا مراكز الأبحاث، البيوت المرهفة والفنادق العملاقة لا المدارس والجامعات، فباتوا اسيري حجارة، فيما عقولهم فارغة
لقد تآمر العرب على بعضهم الآخر، فاشتروا الصواريخ والعتاد العسكرية ليقتلوا بها بعضهم الآخر، ورفعوا شعارات دينية مقيتة، فيما هم عن فحوى الدين وجوهره لبعيدون
لقد ساهم العرب في تفقير دولهم، حتى أصبحت نسب الفقر “حدِّث ولا حرج”، فالشوارع تعجّ بالفقراء، أما الزكاة فتذهب في غير موضعها، لبطون رجال دين باتوا يشكلون خطراً على مجتمعاتهم، حتى باتت هذه الأخيرة مهنة ممتهنة وتجارة مربحة ومريحة
هل نحدثكم بعد؟