يسابق رجال الإنقاذ في جنوب إسبانيا الوقت للوصول إلى طفلٍ سقط في حفرةٍ عمقها يزيد عن 100 متر قبل 4 أيام.
كان خولين روسيلو، البالغ من العمر عامين، في نزهةٍ مع عائلته في الريف الأحد 13 كانون الثاني، حينما سقط في حفرةٍ عرضها 25 سم في بلدة توتالان، القريبة من مدينة مالقة.
وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، لم يره أحد أو يصدر منه أي صوت منذ أن وقع في الحفرة، لكنَّ عائلته ورجال الإنقاذ لديهم أمل شديد بأنَّه لا يزال على قيد الحياة.
يعمل المهندسون وعمال المناجم على تبطين حفرة البئر لمنعها من الانهيار، وصنعوا ممراتٍ عمودية وأفقية في منحدر التل لتحديد موقع خولين.
أما الآن، فإنَّهم يركزون على الحفرة التي سقط فيها الطفل، لأنَّها تمثل الطريقة الأسرع للوصول إليه. وفي حديثه مع المراسلين، قال خوان لوبيز إسكوبار، ممثل كلية التعدين في مالقة، إنَّ الأمر قد يستغرق يومين أو 3 أيام إضافية للوصول إلى خولين. وأردف: “في ظل الظروف العادية، كان سيتسنى لهم تنفيذ مشروع مخطط له باستخدام نماذج وأجهزة سبر، وكان العمل سيمتد على مدار شهر كامل. لكن في هذه الحالة، تتطلب الضرورة العاجلة لإنقاذ الطفل جدولاً زمنياً مختلفاً”.
وأضاف أنَّ الحديث عن الجدول الزمني لإنقاذه ليس مجدياً، موضحاً: “نحن نعمل لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن حرصاً على صحة الطفل”.
ويتلقى ضباط الحرس المدني ورجال الإطفاء مساعداتٍ من فريقٍ من خبراء الإنقاذ المتخصصين في حوادث المناجم من منطقة أستورياس، وأعضاء شركة الإنقاذ السويدية التي ساعدت في العثور على 33 عاملاً من عمال المناجم التشيليين الذين علقوا أسفل الأرض لمدة 69 يوماً عام 2010. وفي يوم الأربعاء 16 كانون الثاني، صرحت السلطات الإقليمية بأنَّها اكتشفت عينةً من الشعر داخل الحفرة تطابق الحمض النووي لخولين.
وقبل يومين، عثر عمال الإنقاذ الذين يستكشفون الحفرة على كوب وعلبة حلوى كان يحملهما خولين عند اختفائه. أُجهضت الجهود المبذولة للوصول إلى الطفل بسبب عائقٍ من التربة الصلبة، التي ربما يكون خولين محصوراً أسفلها. وقال خوسيه روسيلو، والد الطفل، إنَّه هرع إلى الحفرة فور سماع بكاء طفله.
وأخبر صحيفة Sur المحلية: “هممتُ بدفع الحجارة بعيداً وأنا أسمع صراخ ابني. ابني موجود هناك في الأسفل، لا تدعوا أحدهم يشكك في ذلك. تمنيتُ لو لم يكن هناك في الأسفل، لكنَّني سمعت صراخه. بل وتمنيتُ لو أنَّني أنا المدفون هناك بدلاً منه، ليكون هو مكاني هنا إلى جانب أمه”.