نكتب هذه الرسالة ، لنضع اللوم الأكبر اليوم على الناس ، على من يتمرمر بطعم الأسى والذل ، وغياب أدنى حقوقه كإنسان على وجه الأرض ، وفي المقابل يأبى إلا أن يُصفق لزعيمه حالما يتحدث عن حقوق الطائفة والمذهب والدين ، وهو نفسه يُدرك أن هذا الكلام لا هدف له سوى سرقة مقدرات البلاد والعباد ، تحت جناح الدين البريئ من أفعال سياسيي هذا الوطن المظلوم.
نكتب هذه الرسالة ، لنضع تجارب التاريخ المرة برسم الناس ، الذين لم يتعلموا بعد من مآسي ما مرّ على لبنان من أيامٍ سوداء ، فاستمروا في الدعاء على المسؤولين والصراخ في وجه حقوقهم المسلوبة ، وعند الاستحقاق برروا اعادة انتخابهم لذات الوجوه بمفردات أقل ما يقال عنها أنها “تافهة” ، تدل على مدى جهل الناس للاسف بفرص التغيير الحقيقية ، وتمسكها بالتقاليد البالية والتي أُوجِدت على قياس زعماء هذا البلد.
نكتب هذه الرسالة ، لنقول للناس أن شاركوا دون خوفٍ أو خجل أو انكفاءٍ أو تراجع بكافة الفاعليات للضغط على الطبقة السياسية ، لاحداث التغيير المنشود في العقلية والقوانين والرقابة والادارة ومعالجة الفساد ، ولا تُحملوا مسؤولية هذه الفوضى سوى لنفوسكم التعيسة ، لا لأيادي السياسيين والتي تستغل دائماً صمت الناس وضياعهم وتشتت افكارهم وانقسامهم لتمرير ما تريد.
نكتب هذه الرسالة ، لنقول للناس أن طعم التغيير دونه مذاق مرّ عليكم بنضالكم لكنه أحلى من العسل على الوطن ، وغداً يومكم في انجاح الاضراب العام على مستوى لبنان ككل ، كخطوة في سبيل انقاذ انفسكم والوطن من أيادي الشر وعباءة السياسة القذرة، ولا يحاولن أحد تمرير ألاعيبه عليكم واسقاط عناوين عليكم ، وليكن شعاركم الموحد دون سواه: “نحن هنا لان الوطن في خطر”.